305

Tanwir Miqbas

تنوير المقباس من تفسير ابن عباس

Daabacaha

دار الكتب العلمية

Goobta Daabacaadda

لبنان

فى الرسَالَة
﴿وَيَضِيقُ صَدْرِي﴾ بتكذيبهم إيَّايَ وَيُقَال يجبن قلبِي ﴿وَلاَ يَنطَلِقُ لِسَانِي﴾ لَا يَسْتَقِيم لساني من مهابته ﴿فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ﴾ فَأرْسل معي هَارُون يكون عونًا لي وَيُقَال فَأرْسل إِلَى هَارُون جِبْرِيل ليَكُون معي معينا
﴿وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنبٌ﴾ قصاص بقتلي القبطي ﴿فَأَخَافُ أَن يقتلُون﴾
﴿قَالَ﴾ الله ﴿كَلاَّ﴾ حَقًا يَا مُوسَى لَا أسلطهم عَلَيْكُمَا بِالْقَتْلِ ﴿فاذهبا بِآيَاتِنَآ﴾ التسع الْيَد والعصا والطوفان وَالْجَرَاد وَالْقمل والضفادع وَالدَّم وَنقص من الثمرات والسنين ﴿إِنَّا مَعَكُمْ﴾ معينكما ﴿مُّسْتَمِعُونَ﴾ أسمع مَا يَقُول لَكمَا
﴿فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فقولا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالمين﴾ إِلَيْك وَإِلَى قَوْمك
﴿أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بني إِسْرَائِيلَ﴾ وَلَا تُعَذبهُمْ فَنظر فِرْعَوْن إِلَى مُوسَى
﴿قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا﴾ صَغِيرا يَا مُوسَى ﴿وَلَبِثْتَ﴾ مكثت ﴿فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ﴾ ثَلَاثِينَ سنة
﴿وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ﴾ قتلت النَّفس الَّتِي قتلت ﴿وَأَنتَ مِنَ الْكَافرين﴾ بنعمتي السَّاعَة
﴿قَالَ﴾ مُوسَى ﴿فَعَلْتُهَآ إِذًا وَأَنَاْ مِنَ الضَّالّين﴾ من الْجَاهِلين بنعمتك عَليّ
﴿فَفَرَرْتُ﴾ فهربت ﴿مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ﴾ على نَفسِي بِالْقَتْلِ ﴿فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا﴾ فهما وعلمًا ونبوة ﴿وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسلين﴾ إِلَيْك وَإِلَى قَوْمك
﴿وَتِلْكَ نِعْمَةٌ﴾ هَذِه نعْمَة ﴿تَمُنُّهَا عَلَيَّ﴾ يَا فِرْعَوْن وَلَا تذكر جفاك عَليّ ﴿أَنْ عَبَّدتَّ﴾ بِأَن استعبدت ﴿بَنِي إِسْرَائِيلَ﴾
﴿قَالَ فِرْعَوْنُ﴾ لمُوسَى ﴿وَمَا رَبُّ الْعَالمين﴾ من رب الْعَالمين يَا مُوسَى إيَّايَ تَعْنِي
﴿قَالَ﴾ مُوسَى ﴿رَبُّ السَّمَاوَات وَالْأَرْض﴾ يَقُول رب الْعَالمين هُوَ رب السَّمَوَات وَالْأَرْض ﴿وَمَا بَيْنَهُمَآ﴾ من الْخلق والعجائب ﴿إِن كُنتُمْ مُّوقِنِينَ﴾ مُصدقين بِأَن الله خلقهما
﴿قَالَ﴾ فِرْعَوْن ﴿لِمَنْ حَوْلَهُ﴾ من الجلساء ﴿أَلاَ تَسْتَمِعُونَ﴾ إِلَى مَا يَقُول مُوسَى وَكَانَ حوله مِائَتَان وَخَمْسُونَ رجلا جُلُوسًا عَلَيْهِم أقبية الديباج مخوصة بِالذَّهَب وَكَانُوا خاصته قَالُوا لمُوسَى من رب السَّمَوَات وَالْأَرْض الَّذِي تدعونا إِلَيْهِ يَا مُوسَى
﴿قَالَ﴾ مُوسَى ﴿رَبُّكُمْ﴾ هُوَ ربكُم ﴿وَرَبُّ آبَآئِكُمُ الْأَوَّلين﴾
﴿قَالَ﴾ فِرْعَوْن لجلسائه ﴿إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ﴾ قَالُوا إِلَى من تدعونا إِلَيْهِ يَا مُوسَى وَمن ربناا وَرب أبائنا الْأَوَّلين
﴿قَالَ﴾ مُوسَى ﴿رَبُّ الْمشرق﴾ هُوَ رب الْمشرق ﴿وَالْمغْرب وَمَا بَيْنَهُمَآ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ﴾ تصدقُونَ ذَلِك
﴿قَالَ﴾ فِرْعَوْن لمُوسَى ﴿لَئِنِ اتَّخذت﴾ عبدت ﴿إِلَهًا غَيْرِي﴾ يَا مُوسَى ﴿لأَجْعَلَنَّكَ مِنَ المسجونين﴾ من المحبوسين فِي السجْن وَكَانَ سجنه أَشد من الْقَتْل وَكَانَ إِذا سجن أحدا طَرحه فِي مَكَان وَحده فَردا لَا يسمع فِيهِ شَيْئا وَلَا ينظر فِيهِ شَيْئا يهوله بِهِ
﴿قَالَ﴾ مُوسَى ﴿أَوَلَوْ جِئْتُكَ﴾ يَا فِرْعَوْن ﴿بِشَيءٍ مُّبِينٍ﴾ بِآيَة بَيِّنَة على مَا أَقُول
﴿قَالَ﴾ فِرْعَوْن ﴿فَأْتِ بِهِ﴾ يَا مُوسَى ﴿إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقين﴾ بأنك رَسُول إِلَيّ وَإِلَى قومى
﴿فَألْقى﴾ مُوسَى ﴿عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ﴾ حَيَّة صفراء ذكر ﴿مُّبِينٌ﴾ عَظِيم أعظم مَا يكون من الْحَيَّات قَالَ فِرْعَوْن هَذِه آيَة بَيِّنَة فَهَل غير هَذِه
﴿وَنَزَعَ يَدَهُ﴾ أخرج مُوسَى يَده من إبطه ﴿فَإِذَا هِيَ بَيْضَآءُ لِلنَّاظِرِينَ﴾ لَهَا ضوء كضوء الشَّمْس تعجب الناظرين إِلَيْهَا
﴿قَالَ﴾ فِرْعَوْن ﴿لِلْمَلإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا﴾

1 / 307