269

Tanwir Miqbas

تنوير المقباس من تفسير ابن عباس

Daabacaha

دار الكتب العلمية

Goobta Daabacaadda

لبنان

﴿أَن تَمِيدَ بِهِمْ﴾ كي لَا تميد بهم الأَرْض
﴿وَجَعَلْنَا فِيهَا﴾ فِي الأَرْض ﴿فِجَاجًا﴾ أَوديَة ﴿سُبُلًا﴾ طرقًا وَاسِعَة ﴿لَّعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ﴾ لكَي يهتدوا إِلَى الطّرق فِي الذّهاب والمجيء ﴿وَجَعَلْنَا السمآء سَقْفًا﴾ على الأَرْض ﴿مَّحْفُوظًا﴾ من السُّقُوط وَيُقَال مَحْفُوظًا بالنجوم من الشَّيَاطِين ﴿وَهُمْ﴾ يَعْنِي أهل مَكَّة ﴿عَنْ آيَاتِهَا﴾ عَن شمسها وقمرها ونجومها ﴿مُعْرِضُونَ﴾ مكذبون لَا يتفكرون فِيهَا
﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْل وَالنَّهَار وَالشَّمْس وَالْقَمَر﴾ سخر الشَّمْس وَالْقَمَر ﴿كُلٌّ﴾ كل وَاحِد مِنْهُمَا ﴿فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ﴾ فِي دوران يدوران فِي مجْرَاه يذهبون
﴿وَمَا جَعَلْنَا﴾ مَا خلقنَا ﴿لِبَشَرٍ﴾ من الْأَنْبِيَاء ﴿مِّن قَبْلِكَ الْخلد﴾ فِي الدُّنْيَا ﴿أَفَإِنْ مِّتَّ﴾ يَا مُحَمَّد ﴿فَهُمُ الخالدون﴾ فِي الدُّنْيَا نزلت هَذِه الْآيَة فى قَوْلهم نَنْتَظِر مُحَمَّدًا ﵊ حَتَّى يَمُوت فنستريح
﴿كُلُّ نَفْسٍ﴾ منفوسة ﴿ذَآئِقَةُ الْمَوْت﴾ تذوق الْمَوْت ﴿وَنَبْلُوكُم﴾ نختبركم ﴿بِالشَّرِّ وَالْخَيْر﴾ بالشدة والرخاء ﴿فِتْنَةً﴾ كِلَاهُمَا ابتلاء من الله ﴿وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ﴾ بعد الْمَوْت فيجزيكم بأعمالكم
﴿وَإِذَا رَآكَ﴾ يَا مُحَمَّد ﴿الَّذين كفرُوا﴾ أَبُو جهل وَأَصْحَابه ﴿إِن يَتَّخِذُونَكَ﴾ يَا مُحَمَّد مَا يَقُولُونَ لَك ﴿إِلاَّ هُزُوًا﴾ سخرية يَقُول بَعضهم لبَعض ﴿أَهَذا الَّذِي يَذْكُرُ﴾ يعيب ﴿آلِهَتَكُمْ وَهُمْ بِذِكْرِ الرَّحْمَن هُمْ كَافِرُونَ﴾ جاحدون يَقُولُونَ مَا نَعْرِف الرَّحْمَن إِلَّا مُسَيْلمَة الْكذَّاب
﴿خُلِقَ الْإِنْسَان﴾ يَعْنِي آدم ﴿مِنْ عَجَلٍ﴾ مستعجلًا وَيُقَال خلق الْإِنْسَان يَعْنِي النَّضر بن الْحَارِث من عجل مستعجلا بِالْعَذَابِ ﴿سأريكم آيَاتِي﴾ عَلَامَات وحدانيتي فِي الْآفَاق وَيُقَال سَأُوْرِيكُمْ آيَاتِي عَذَابي بِالسَّيْفِ يَوْم بدر ﴿فَلاَ تَسْتَعْجِلُونِ﴾ بِالْعَذَابِ قبل الْأَجَل
﴿وَيَقُولُونَ﴾ يَعْنِي كفار مَكَّة ﴿مَتى هَذَا الْوَعْد﴾ الَّذِي تعدنا يَا مُحَمَّد ﴿إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾
﴿لَو يعلم الَّذين كفرُوا﴾ بِمُحَمد ﷺ وَالْقُرْآن مَالهم فِي الْعَذَاب لم يستعجلوا بِهِ ﴿حِينَ لاَ يَكُفُّونَ﴾ يَقُول حِين الْعَذَاب لَا يقدرُونَ أَن يمنعوا ﴿عَن وُجُوهِهِمُ النَّار وَلاَ عَن ظُهُورِهِمْ﴾ الْعَذَاب ﴿وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ﴾ يمْنَعُونَ مِمَّا يُرَاد بهم من الْعَذَاب
﴿بَلْ تَأْتِيهِم﴾ السَّاعَة ﴿بَغْتَةً﴾ فَجْأَة ﴿فَتَبْهَتُهُمْ﴾ فتفجؤهم ﴿فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا﴾ دَفعهَا عَن أنفسهم ﴿وَلاَ هم ينظرُونَ﴾ يؤجلون من الْعَذَاب
﴿وَلَقَد استهزئ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ﴾ يَقُول اسْتَهْزَأَ بهم قَومهمْ كَمَا اسْتَهْزَأَ بك قَوْمك يَا مُحَمَّد ﴿فَحَاقَ﴾ فَوَجَبَ وَدَار وَنزل ﴿بالذين سَخِرُواْ مِنْهُمْ﴾ على الْأَنْبِيَاء ﴿مَا كَانُوا بِهِ يستهزؤون﴾ من الْعَذَاب وَيُقَال نزل بهم الْعَذَاب باستهزائهم
﴿قُلْ﴾ يَا مُحَمَّد لأهل مَكَّة ﴿مَن يَكْلَؤُكُم﴾ من يحفظكم ﴿بِاللَّيْلِ وَالنَّهَار مِنَ الرَّحْمَن﴾ من عَذَاب الرَّحْمَن وَيُقَال غير الرَّحْمَن من عَذَابه ﴿بَلْ هُمْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِمْ﴾ عَن تَوْحِيد رَبهم وَكتاب رَبهم ﴿معرضون﴾ مكذبون بِهِ وتاركون لَهُ
﴿أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ﴾ ألهم آلِهَة ﴿تَمْنَعُهُمْ مِّن دُونِنَا﴾ من عذابنا ﴿لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ﴾ صرف الْعَذَاب عَن أنفسهم يَعْنِي الْآلهَة فَكيف عَن غَيرهم ﴿وَلاَ هُمْ مِّنَّا يُصْحَبُونَ﴾ من عذابنا يجارون فَكيف يجيرون غَيرهم
﴿بَلْ مَتَّعْنَا﴾ أجلنا ﴿هَؤُلَاءِ﴾ يَعْنِي أهل مَكَّة

1 / 271