155

Tanwir Miqbas

تنوير المقباس من تفسير ابن عباس

Daabacaha

دار الكتب العلمية

Goobta Daabacaadda

لبنان

﴿بِأَفْوَاهِهِمْ﴾ بتكذيبهم وَيُقَال بألسنتهم ﴿ويأبى الله﴾ لَا يتْرك الله ﴿إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ﴾ إِلَّا أَن يظْهر دينه الْإِسْلَام ﴿وَلَوْ كَرِهَ﴾ وَإِن كره ﴿الْكَافِرُونَ﴾ أَن يكون ذَلِك
﴿هُوَ الَّذِي أرسل رَسُوله﴾ مُحَمَّد ﵊ ﴿بِالْهدى﴾ بِالْقُرْآنِ وَالْإِيمَان ﴿وَدِينِ الْحق﴾ دين الْإِسْلَام شَهَادَة أَن لَا إِلَه إِلَّا الله ﴿لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدّين كُلِّهِ﴾ ليظْهر دين الْإِسْلَام على الْأَدْيَان كلهَا من قبل أَن تقوم السَّاعَة ﴿وَلَوْ كَرِهَ﴾ وَإِن كره (الْمُشْركُونَ) أَن يكون ذَلِك
﴿يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا﴾ بِمُحَمد ﵊ وَالْقُرْآن ﴿إِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الْأَحْبَار﴾ عُلَمَاء الْيَهُود ﴿والرهبان﴾ أَصْحَاب الصوامع ﴿لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاس بِالْبَاطِلِ﴾ بالرشوة وَالْحرَام ﴿وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ الله﴾ عَن دين الله وطاعته ﴿وَالَّذين يَكْنِزُونَ﴾ يجمعُونَ ﴿الذَّهَب وَالْفِضَّة وَلاَ يُنفِقُونَهَا﴾ يَعْنِي الْكُنُوز ﴿فِي سَبِيلِ الله﴾ فِي طَاعَة الله وَيُقَال وَلَا يؤدون زَكَاتهَا ﴿فَبَشِّرْهُمْ﴾ يَا مُحَمَّد ﴿بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ وجيع
﴿يَوْمَ يحمى عَلَيْهَا﴾ على الْكُنُوز وَيُقَال على النَّار ﴿فِي نَارِ جَهَنَّمَ فتكوى بِهَا﴾ فَتضْرب بالكنوز ﴿جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا﴾ يُقَال لَهُم عُقُوبَة هَذَا ﴿مَا كَنَزْتُمْ﴾ بِمَا جمعتم من الْأَمْوَال ﴿لأَنْفُسِكُمْ﴾ فِي الدُّنْيَا ﴿فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ﴾ بِمَا كُنْتُم ﴿تَكْنِزُونَ﴾ تجمعون
﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُور عِندَ الله﴾ يَقُول السّنة بالشهور عِنْد الله يَعْنِي شهور السّنة الَّتِي تُؤَدّى فِيهَا الزَّكَاة ﴿اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ الله﴾ فِي اللَّوْح الْمَحْفُوظ ﴿يَوْمَ﴾ من يَوْم ﴿خَلَقَ السَّمَاوَات وَالْأَرْض مِنْهَآ﴾ من الشُّهُور ﴿أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ﴾ رَجَب وَذُو الْقعدَة وَذُو الْحجَّة وَالْمحرم ﴿ذَلِك الدّين الْقيم﴾ الْحساب الْقَائِم لَا يزِيد وَلَا ينقص ﴿فَلاَ تَظْلِمُواْ﴾ فَلَا تضروا ﴿فِيهِنَّ﴾ فِي الشُّهُور ﴿أَنْفُسَكُمْ﴾ بالمعصية وَيُقَال فِي الْأَشْهر الْحرم ﴿وَقَاتِلُواْ الْمُشْركين كَآفَّةً﴾ جَمِيعًا فِي الْحل وَالْحرم ﴿كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً﴾ جَمِيعًا ﴿وَاعْلَمُوا﴾ يَا معشر الْمُؤمنِينَ ﴿أَنَّ الله مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾ الْكفْر والشرك وَالْفَوَاحِش وَنقض الْعَهْد والقتال فِي أشهر الْحرم
﴿إِنَّمَا النسيء زِيَادَةٌ فِي الْكفْر﴾ يَقُول تَأْخِير الْمحرم إِلَى صفر مَعْصِيّة زِيَادَة مَعَ الْكفْر ﴿يُضَلُّ بِهِ﴾ يغلط بِتَأْخِير الْمحرم إِلَى صفر مَعْصِيّة زِيَادَة مَعَ الْكفْر ﴿الَّذين كَفَرُواْ يُحِلُّونَهُ﴾ يَعْنِي الْمحرم ﴿عَامًا﴾ فيقاتلون فِيهِ ﴿وَيُحَرِّمُونَهُ﴾ يَعْنِي الْمحرم ﴿عَامًا﴾ فَلَا يُقَاتلُون فِيهِ فَإِذا أحلُّوا الْمحرم حرمُوا صفر بدله ﴿لِّيُوَاطِئُواْ﴾ ليوافقوا ﴿عِدَّةَ مَا حَرَّمَ الله﴾ أَرْبعا بِالْعدَدِ ﴿فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ الله﴾ يَعْنِي الْمحرم ﴿زين لَهُم﴾ حسن لَهُم ﴿سوء أَعْمَالِهِمْ﴾ قبح أَعْمَالهم ﴿وَالله لاَ يَهْدِي﴾ لَا يرشد إِلَى دينه ﴿الْقَوْم الْكَافرين﴾ من لم يكن أَهلا لذَلِك وَكَانَ الَّذِي يفعل هَذَا رجلا يُقَال لَهُ نعيم بن ثَعْلَبَة
﴿يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا﴾ أَصْحَاب مُحَمَّد ﷺ ﴿مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفروا﴾ اخْرُجُوا مَعَ نَبِيكُم ﴿فِي سَبِيلِ الله﴾ فِي طَاعَة الله فِي غَزْوَة تَبُوك ﴿اثاقلتم إِلَى الأَرْض﴾ اشتهيتم الْجُلُوس على الأَرْض ﴿أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ مَا فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا ﴿مِنَ الْآخِرَة فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاة الدُّنْيَا فِي الْآخِرَة إِلاَّ قَلِيلٌ﴾

1 / 157