144

Tanwir Miqbas

تنوير المقباس من تفسير ابن عباس

Daabacaha

دار الكتب العلمية

Goobta Daabacaadda

لبنان

مَطَرا ﴿لِّيُطَهِّرَكُمْ بِهِ﴾ بالمطر من الْأَحْدَاث والجنابة ﴿وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَان﴾ وَسْوَسَة الشَّيْطَان ﴿وَلِيَرْبِطَ على قُلُوبِكُمْ﴾ وليحفظ قُلُوبكُمْ بِالصبرِ ﴿وَيُثَبِّتَ بِهِ﴾ بالمطر ﴿الْأَقْدَام﴾ على الرمل أَي يشد الرمل حَتَّى يثبت عَلَيْهِ الْأَقْدَام
﴿إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَة﴾ ألهم رَبك وَيُقَال أَمر رَبك ﴿أَنِّي مَعَكُمْ﴾ معينكم ﴿فَثَبِّتُواْ الَّذين آمَنُواْ﴾ فِي الْحَرْب وَيُقَال فبشروا الَّذين آمنُوا بالنصر ﴿سَأُلْقِي﴾ سأقذف ﴿فِي قُلُوبِ الَّذين كفرُوا الرعب﴾ المخافة من مُحَمَّد ﷺ وَأَصْحَابه ﴿فاضربوا فَوق الْأَعْنَاق﴾ رُءُوسهم ﴿واضربوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ﴾ مفصل
﴿ذَلِك﴾ الْقِتَال لَهُم ﴿بِأَنَّهُمْ شَآقُّواْ الله﴾ خالفوا الله ﴿وَرَسُولَهُ﴾ فِي الدّين ﴿وَمَن يُشَاقِقِ الله﴾ يُخَالف الله ﴿وَرَسُولَهُ﴾ فِي الدّين ﴿فَإِنَّ الله شَدِيدُ الْعقَاب﴾ إِذا عاقب
﴿ذَلِكُم﴾ الْعَذَاب لكم ﴿فَذُوقُوهُ﴾ فِي الدُّنْيَا ﴿وَأَنَّ للْكَافِرِينَ﴾ فِي الْآخِرَة ﴿عَذَاب النَّار﴾
﴿يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذين كَفَرُواْ﴾ يَوْم بدر ﴿زَحْفًا﴾ مزاحفة ﴿فَلاَ تُوَلُّوهُمُ﴾ أَي فَلَا توَلّوا مِنْهُم ﴿الأدبار﴾ منهزمين
﴿وَمَن يُوَلِّهِمْ﴾ يتول عَنْهُم ﴿يَوْمَئِذٍ﴾ يَوْم بدر ﴿دُبُرَهُ﴾ ظَهره مُنْهَزِمًا ﴿إِلاَّ مُتَحَرِّفًا لِّقِتَالٍ﴾ مستطردًا لِلْقِتَالِ وَيُقَال للكرة ﴿أَوْ مُتَحَيِّزًا﴾ أَو ينحاز ﴿إِلَى فِئَةٍ﴾ ينصرونه ويمنعونه ﴿فَقَدْ بَآءَ بِغَضَبٍ مِّنَ الله﴾ فقد رَجَعَ واستوجب بسخط من الله ﴿وَمَأْوَاهُ﴾ مصيره ﴿جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمصير﴾ صَار إِلَيْهِ
﴿فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ﴾ يَوْم بدر ﴿وَلَكِن الله قَتَلَهُمْ﴾ بجبرائيل وَالْمَلَائِكَة ﴿وَمَا رَمَيْتَ﴾ مَا بلغت التُّرَاب إِلَى وُجُوه الْمُشْركين ﴿إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِن الله رمى﴾ بلغ ﴿وَلِيُبْلِيَ الْمُؤمنِينَ﴾ ليصنع بِالْمُؤْمِنِينَ ﴿مِنْهُ﴾ من رمي التُّرَاب ﴿بلَاء﴾ صنيعًا ﴿حَسَنًا﴾ بالنصرة وَالْغنيمَة ﴿إِنَّ الله سَمِيعٌ﴾ لدعائكم ﴿عَلِيمٌ﴾ بنصرتكم
﴿ذَلِكُم﴾ النُّصْرَة وَالْغنيمَة لكم ﴿وَأَنَّ الله﴾ بِأَن الله ﴿مُوهِنُ﴾ مضعف ﴿كَيْدِ الْكَافرين﴾ صَنِيع الْكَافرين
﴿إِن تَسْتَفْتِحُواْ﴾ تستنصروا ﴿فَقَدْ جَآءَكُمُ الْفَتْح﴾ النُّصْرَة لمُحَمد ﷺ وَأَصْحَابه عَلَيْكُم حَيْثُ دَعَا أَبُو جهل قبل الْقِتَال والهزيمة فَقَالَ اللَّهُمَّ انصر أفضل الدينَيْنِ وَأكْرم الدينَيْنِ وأحبهما إِلَيْك فَاسْتَجَاب الله دعاءه وَنصر مُحَمَّد ﷺ وَأَصْحَابه عَلَيْهِم ﴿وَإِن تَنتَهُواْ﴾ عَن الْكفْر والقتال ﴿فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ﴾ من الْكفْر والقتال ﴿وَإِن تعودوا﴾ إِلَى قتال مُحَمَّد ﵊ ﴿نَعُدْ﴾ إِلَى قتلكم وهزيمتكم مثل يَوْم بدر ﴿وَلَن تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ﴾ جماعتكم ﴿شَيْئًا﴾ من عَذَاب الله ﴿وَلَوْ كَثُرَتْ﴾ فِي الْعدَد ﴿وَأَنَّ الله مَعَ الْمُؤمنِينَ﴾ معِين الْمُؤمنِينَ بالنصرة
﴿يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا أَطِيعُواْ الله وَرَسُولَهُ﴾ فِي أَمر الصُّلْح ﴿وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ﴾ عَن أَمر الله وَرَسُوله ﴿وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ﴾ مواعظ الْقُرْآن وَأمر الصُّلْح
﴿وَلاَ تَكُونُواْ﴾ فِي الْمعْصِيَة وَيُقَال فِي الطَّاعَة ﴿كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا﴾ أَطعْنَا وهم بَنو عبد الدَّار وَالنضْر بن الْحَارِث وَأَصْحَابه

1 / 146