116

Tanwir Miqbas

تنوير المقباس من تفسير ابن عباس

Daabacaha

دار الكتب العلمية

Goobta Daabacaadda

لبنان

﴿وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْركين﴾ يَعْنِي الْمُسْتَهْزِئِينَ مِنْهُم الْوَلِيد بن الْمُغيرَة المَخْزُومِي وَالْعَاص بن وَائِل السَّهْمِي وَالْأسود بن عبد يَغُوث الزُّهْرِيّ وَالْأسود بن الْحَارِث ابْن عبد الْمطلب والْحَارث بن قيس بن حَنْظَلَة
﴿وَلَوْ شَآءَ الله﴾ أَن لَا يشركوا ﴿مَآ أَشْرَكُواْ وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا﴾ تحفظهم ﴿وَمَآ أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ﴾ بكفيل
﴿وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذين يَدْعُونَ﴾ يعْبدُونَ ﴿مِن دُونِ الله فَيَسُبُّواْ الله عَدْوًا﴾ اعتداء ﴿بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾ بِلَا علم وَلَا حجَّة وَهَذَا بعد مَا قَالَ لَهُم إِنَّكُم وَمَا تَعْبدُونَ من دون الله حصب جَهَنَّم ثمَّ نسخته آيَة الْقِتَال ﴿كَذَلِكَ﴾ كَمَا زينا دينهم وعملهم إِلَيْهِم ﴿زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ﴾ لكل أهل دين ﴿عَمَلَهُمْ﴾ وَدينهمْ ﴿ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَّرْجِعُهُمْ﴾ بعد الْمَوْت ﴿فَيُنَبِّئُهُمْ﴾ يُخْبِرهُمْ ﴿بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ﴾ فِي دينهم
﴿وَأَقْسَمُواْ بِاللَّه جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ﴾ شدَّة أَيْمَانهم إِذا حلف الرجل بِاللَّه فقد حلف جهد يَمِينه ﴿لَئِن جَآءَتْهُمْ آيَةٌ﴾ كَمَا طلبُوا ﴿لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا﴾ بِالْآيَةِ ﴿قُلْ﴾ يَا مُحَمَّد للمستهزئين وأصحابهم ﴿إِنَّمَا الْآيَات عِندَ الله﴾ تَجِيء الْآيَات من عِنْد الله ﴿وَمَا يُشْعِرُكُمْ﴾ يدريكم أَيهَا الْمُؤْمِنُونَ ﴿أَنَّهَآ إِذَا جَآءَتْ﴾ يَعْنِي الْآيَة ﴿لاَ يُؤْمِنُونَ﴾ وَالله إِنَّهُم لَا يُؤمنُونَ بِالْآيَةِ
﴿وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ﴾ قُلُوبهم ﴿وَأَبْصَارَهُمْ﴾ عِنْد نزُول الْآيَة حَتَّى لَا يُؤمنُوا بهَا ﴿كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ﴾ بِمَا أخْبرهُم النَّبِي ﷺ عَن الْآيَة ﴿أَوَّلَ مَرَّةٍ﴾ قبل هَذَا ﴿وَنَذَرُهُمْ﴾ نتركهم ﴿فِي طُغْيَانِهِمْ﴾ كفرهم وضلالتهم ﴿يَعْمَهُونَ﴾ عمهة لَا يبصرون
﴿وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَآ إِلَيْهِمُ﴾ إِلَى الْمُسْتَهْزِئِينَ ﴿الْمَلَائِكَة﴾ كَمَا طلبُوا فَشَهِدُوا على مَا أَنْكَرُوا ﴿وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى﴾ من الْقُبُور كَمَا طلبُوا بِأَن مُحَمَّدًا رَسُول الله وَالْقُرْآن كَلَام الله ﴿وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ﴾ من الطُّيُور وَالدَّوَاب ﴿قُبُلًا﴾ معانة وَإِن قَرَأت قبلا يَقُول قَبيلَة قَبيلَة وَإِن قَرَأت قبيلًا يَقُول كَفِيلا على مَا تَقول انه الْحق وَيشْهدُونَ على مَا أَنْكَرُوا ﴿مَّا كَانُواْ ليؤمنوا﴾ بِمُحَمد وَالْقُرْآن ﴿إِلاَّ أَن يَشَآءَ الله﴾ أَن يُؤمنُوا ﴿وَلَكِن أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ﴾ أَنه الْحق من الله
﴿وَكَذَلِكَ﴾ كَمَا جعلنَا أَبَا جهل والْمُسْتَهْزِئِين عدوا لَك هَكَذَا ﴿جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا﴾ فرعونًا ﴿شَيَاطِينَ الْإِنْس وَالْجِنّ﴾ يَقُول جعلنَا شياطين الْجِنّ وَالْإِنْس ﴿يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ﴾ يملي بَعضهم على بعض ﴿زُخْرُفَ القَوْل﴾ تَزْيِين القَوْل ﴿غُرُورًا﴾ لكَي يغروا بِهِ بني آدم ﴿وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ﴾ يَعْنِي التزيين والغرور ﴿فَذَرْهُمْ﴾ اتركهم يَا مُحَمَّد الْمُسْتَهْزِئِينَ وأصحابهم ﴿وَمَا يَفْتَرُونَ﴾ من تَزْيِين القَوْل والغرور
﴿ولتصغى إِلَيْهِ﴾ لكَي تميل إِلَى هَذَا الزخرف والغرور ﴿أَفْئِدَةُ﴾ قُلُوب ﴿الَّذين لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَة﴾ بِالْبَعْثِ بعد الْمَوْت ﴿وَلِيَرْضَوْهُ﴾ وليقبلوا من الشَّيَاطِين الزِّينَة والغرور ﴿وَلِيَقْتَرِفُواْ﴾ ليكتسبوا ﴿مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ﴾ مكتسبون من الْإِثْم قل يَا مُحَمَّد لَهُم
﴿أَفَغَيْرَ الله أَبْتَغِي حَكَمًا﴾ أعبد رَبًّا ﴿وَهُوَ الَّذِي أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ﴾ إِلَى نَبِيكُم ﴿الْكتاب﴾ جِبْرِيل بِالْقُرْآنِ ﴿مُفَصَّلًا﴾ مُبينًا بالحلال وَالْحرَام وَيُقَال مُتَفَرقًا آيَة وآيتين ﴿وَالَّذين آتَيْنَاهُمُ الْكتاب﴾ أعطيناهم علم التَّوْرَاة يَعْنِي عبد الله بن سَلام وَأَصْحَابه ﴿يَعْلَمُونَ﴾ يستيقنون فِي كِتَابهمْ ﴿أَنَّهُ﴾ يَعْنِي الْقُرْآن ﴿مُنَزَّلٌ﴾ أنزل ﴿مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ﴾ بِالْأَمر وَالنَّهْي وَيُقَال إِنَّه يَعْنِي جِبْرِيل منزل من رَبك بِالْحَقِّ بِالْقُرْآنِ ﴿فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الممترين﴾ من الشاكين أَنهم لَا يعلمُونَ ذَلِك
﴿وتمت كلمة رَبِّكَ﴾ بِالْقُرْآنِ بِالْأَمر وَالنَّهْي ﴿صِدْقًا﴾ فِي قَوْله ﴿وَعَدْلًا﴾ مِنْهُ ﴿لاَّ مُبَدِّلِ﴾ لَا مغير ﴿لِكَلِمَاتِهِ﴾ الْقُرْآن وَيُقَال وتمت وَجَبت كلمة رَبك بالنصرة لأوليائه صِدْقًا فِي قَوْله وَعَدْلًا فِيمَا يكون لاَّ مُبَدِّلِ لَا مغير لِكَلِمَاتِهِ بالنصرة لأوليائه وَيُقَال تمت كلمة رَبك ظهر دين

1 / 117