Iftiiminta Hawalayasha
تنوير الحوالك شرح موطأ مالك
Daabacaha
المكتبة التجارية الكبرى
Goobta Daabacaadda
مصر
[٣٨٢] أَن أَبَا بكر بن عبد الرَّحْمَن كَانَ يَقُول من غَدا أَو رَاح إِلَى الْمَسْجِد إِلَى آخِره قَالَ بن عبد الْبر مَعْلُوم أَن هَذَا لَا يدْرك بِالرَّأْيِ وَالِاجْتِهَاد لأه قطع على غيب من حكم الله وَأمره فِي ثَوَابه قلت وَقد ورد مَرْفُوعا أخرج الطَّبَرَانِيّ بِسَنَد حسن عَن سهل بن سعد عَن النَّبِي ﷺ قَالَ من دخل مَسْجِدي هَذَا ليتعلم خيرا أَو يُعلمهُ كَانَ بِمَنْزِلَة الْمُجَاهِد فِي سَبِيل الله وَأخرج الطَّبَرَانِيّ بِسَنَد حسن عَن أبي أُمَامَة عَن النَّبِي ﷺ قَالَ من غَدا إِلَى الْمَسْجِد لَا يُرِيد إِلَّا أَن يتَعَلَّم خيرا أَو يُعلمهُ كَانَ لَهُ كَأَجر حَاج أم حجَّته
[٣٨٣] عَن نعيم بن عبد الله المجمر أَنه سمع أَبَا هُرَيْرَة يَقُول إِذا صلى أحدكُم الحَدِيث قَالَ بن عبد الْبر هَكَذَا هُوَ فِي الْمُوَطَّأ مَوْقُوف وَقد رَفعه عَن مَالك بِهَذَا الْإِسْنَاد بن وهب وَإِسْمَاعِيل بن جَعْفَر وَعُثْمَان بن عمر والوليد بن مُسلم وَيحيى بن بكير فِي رِوَايَة عَنهُ وَأَشَارَ إِلَى أَن رِوَايَة بن وهب عِنْد بن الْجَارُود وَرِوَايَة الْوَلِيد وَعُثْمَان عِنْد النَّسَائِيّ فِي حَدِيث الْوَلِيد وَأسْندَ بن عبد الْبر رِوَايَة إِسْمَاعِيل إِلَّا أَنه قَالَ عَن مَالك عَن نعيم بن عبد الله عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة فَذكره مَرْفُوعا
[٣٨٤] إِلَّا أخْبركُم بِمَا يمحو الله بِهِ الْخَطَايَا قَالَ بن عبد الْبر هَذَا الحَدِيث من أحسن مَا يرْوى عَن النَّبِي ﷺ فِي فَضَائِل الْأَعْمَال وَقَالَ الْبَاجِيّ محو الْخَطَايَا كِنَايَة عَن غفرانها وَالْعَفو عَنْهَا وَقد يكون محوها من كتاب الْحفظَة دَلِيلا على عَفوه تَعَالَى عَمَّن كتبت لعيه وترفع بِهِ الدَّرَجَات قَالَ الْبَاجِيّ أَي الْمنَازل فِي الْجنَّة وَيحْتَمل أَن يُرِيد رفع دَرَجَته فِي الدُّنْيَا بِالذكر الْجَمِيل وَفِي الْآخِرَة الثَّوَاب الجزيل إسباغ الْوضُوء أَي إِتْمَامه وإكماله واستيعاب أَعْضَائِهِ بِالْمَاءِ عِنْد المكاره قَالَ الْبَاجِيّ من شدَّة برد وألم جسم وحاجة إِلَى النّوم وعجلة إِلَى أَمر مُهِمّ وَغير ذَلِك وَكَثْرَة الخطا إِلَى الْمَسَاجِد قَالَ الْبَاجِيّ وَهُوَ يكون ببعد الدَّار عَن الْمَسْجِد وَيكون بِكَثْرَة التكرر عَلَيْهِ وانتظار الصَّلَاة بعد الصَّلَاة قَالَ الْبَاجِيّ هَذَا إِنَّمَا يكون فِي صَلَاتَيْنِ الْعَصْر بعد الظّهْر وَالْعشَاء بعد الْمغرب وَأما انْتِظَار الصُّبْح بعد الْعشَاء فَلم يكن من عمل النَّاس وَكَذَلِكَ انْتِظَار الظّهْر بعد الصُّبْح وَأما انْتِظَار الْمغرب بعد الْعَصْر فَلَا أذكر فِيهِ نصا قَالَ وَحكمه عِنْدِي حكم انْتِظَار الصُّبْح بعد الْعشَاء وَالظّهْر بعد الصُّبْح لِأَن الَّذِي ينْتَظر صَلَاة لَيْسَ بَينهَا وَبَين الَّتِي صلى اشْتِرَاك فِي وَقت قَالَ وَفِي ظَنِّي أَنِّي رَأَيْته رِوَايَة عَن مَالك من طَرِيق بن وهب وَلَا أذكر موضعهَا الْآن فذلكم الرِّبَاط قَالَ الْبَاجِيّ يَعْنِي منن الرِّبَاط المرغب فِيهِ لِأَنَّهُ قد ربط نَفسه على هَذَا الْعَمَل وَحبس نَفسه عَلَيْهِ قَالَ وَيحْتَمل أَن يُرِيد تَفْضِيل هَذَا الرِّبَاط على غَيره من الرِّبَاط فِي الثغور وَلذَا قَالَ فذلكم الرِّبَاط أَي إِنَّه أفضل انواعه كَمَا يُقَال جِهَاد النَّفس هُوَ الْجِهَاد أَيْن إِنَّه أفضله وَيحْتَمل أَنه يُرِيد أَنه الرِّبَاط الْمُمكن المتيسر وَقد قَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ أَن ذَلِك من أَلْفَاظ الْحصْر وكرره ثَلَاثًا على معنى التَّعْظِيم لشأنه انْتهى
1 / 135