وقد جاء في الحديث : أن النبي صللم ادخر قوت سنة ، فإما أن يكون لك لما قلناه أو لا من أن الدخار الأنبياء إنما هو إمساك بالأمانة متحينين (3) به وقت يصلح إنفاقه ، أو إنما ادخر عليه السللم لأجل عايلته ، أو ليبين(4) جواز الادخار لأمته، وأنه إذا لع تقع الحوالة عليه(5) لا ينافى التوكل ، ومما يدلك على أن المراد إنما هو ليبين بوازه ، فإنه كان صللم أغلب لحواله عدم الادخار وإنما ادخر نوسعة على لمته ورحمة بهم واشفاقا على الضعفاء منهم ؛ إذ لو لم يدغر لع يمكن لمؤمن أن يدخر (1) وإنما طلب منه الإمام الشافعى - رضى الله عنه - ذلك تأدبا مع أوليايه 2) أى : انه خين يخرج الشاة عن الأربعين فإنما اشرج ما هو ملك لله إلى الله ، فلا يرى العارف بالله في ذلك ملكا لنفسه فيما بين يديه.
أى : منتظريين حينا يصلح اتفلقه (4) في المشطوط إليس) والمثبت الصعيح (5) أى : التعول اليه بالقلب عن الله ، والاعتماد عليه لا على الله تعالى.
148 التنوير في إسقاط التدبير بعده؛ ففعل ذلك ليبين حكمه، وقد قال صلم : «إنما أنسى أو أنعككفى للسن » فبين لل عليه السلاح أن النسيان ليس من شأنه ولا من وصفه وإنما يدغل فيه ليبين حكمه وما ينعلق به لأمنه، فافهم وفي الحديث : «طلب العلم تكفل الله برزقه» اعلم أن العلم حيثما تكرر في الكتاب العزيز او في السنة إنما المراد به العلم النافع الذي تقارنه الغشية وتكتنفه المخافة(1)، قال الله سبحانه : (إنما يخشى الله من عباده الطماء) إفاطر :28]، فبين أن الخشية تلازم العلم ، وفهع من هذا أن العلماء إنما هم أهل الخشية ، وكذلك قوله: (قل الذين أوتوا الطم) [النعل :27]، (والراسخون في الطم) [أل عمران :7] ، (وقل رب زدني علما) إطه : 114] وقوله صلم : «وإن الملاقكة لتضع اجنعتها لطالب الطع» ، وقوله : «الطماء ورثة الأنبياء» وقوله ههنا : دطالب الطم تكفل الله برزفه ، إنما المراد بالعلع في هذه المواطن العلم النافع ، القاهر للهوى ، القامع للدنيا ، وذلك متعين بالضرورة لأن كلم الله وكللم رسوله صلم لجل من أن يحمل على غير هذا ، وقد بينا ذلك في غير هذا الكتاب ، والعلم النافع هو الذى يسنعان به على طاعة ان ويلزمك المخافة من الله والوقوف على عدود الله ، وهو علم المعرفة بالله ، ويشمل العلم النافع العلم بالله والعلم بما به أمر الله إذا كان تعلمه لله ، لقوله عليه السلام : بطالب العلم تكفل الله برزقه» أى : تكفل له أن يوصله له مع الهناء والعزه والسللمة من الحجبة ، وإنما أولنا هذا النأويل وأن معنى التكفل تكفل خاص وذلك لأن الحق سبحانه متكفل برزق العباد لجمع طلبوا هذا العلم أو لم يطلبوه ، فدل على أن هذه الكفالة كفالة خاصة كما ذكرنا ؛ لأنه افردها بالذكر ، ولهذا المعنى قال الشيخ - رضى الله عنه - لما قال : «وأعطنا كذا" قال : والرزق الهنىء الذى لا حجاب ب في الدنيا ولا حساب ولا سؤأل ولا عقاب عليه في الآخرة على بساط علم التوحيد والشرع سالمين من الهوى والشهوة والطبع ، فسأل من الله الرزق الهنىء وهو (1) في المغطوط (المخلفة) وهو سهو من الناسخ لدنوير ف إل ا بح البدبير الرزق المنكفل به لطالب العلم ، ثم فسر الرزق الهنىء بأنه الذى لا حجاب معه في الدنيا ؛ لأن ما وقعت فيه الحجبة فلا هناء فيه ؛ إذ الحجبة توجب نكدر السر بالمن عن المحاضرة والصد عن المفانحة لا على ما يفهمه العموم من أن الرزق الهنىء الذي حصل من غير وجود نعب ولا نصب ، فالهناء عند أهل الغفلة فيما بيرجع إلى الأبدان ، وعند أهل الفهم فيما يرجع الى القلوب ، ووقوع الحجبة في الرزق إما شهود الأسباب والغفلة عن الله، وإما بأن تتناوله وليس قصدك النتقوى على طاعة لله، فالأول حجبة في الحصول، والثانى حجبة في النناول، وقول الشيخ: ولا حساب ولا سؤال ولا عقاب عليه في الآخرة ، فالسؤال يكون عن حقوق النعم لقوله تعالى (ثم لتسنلن يومنذ عن النعيم) االنكاثر :8] واكل النبي صلعم وبعض أصحابه طعاما ثم قال : «والله لتسألن عن نعيم هذا اليوم» ، وكان الشيخ - رضى الله عنه - يقول السؤال على فسمين : سؤال تشريف، وسؤال تعنيف، فسؤال أهل الموالفقة والعناية سؤال نشريف، سؤال أهل الغفلة عن الله والإعراض عنه سؤال تعنيف ، وافهع - رحمك الله - أن الحق سبحانه إنما يسأل اهل الصدق وان كان هو العالم بأخبارهم وبخفى اسرار 9/ ليظهر مرنبة صدقهع للعباد وينشر محاسنهع في الععاد ، كما يقول السيد لعبده : ماذا صمنعت في أمر كذا? وهو يعلم أنه لحكمه وانتقنه ، ولكن اراد أن يعلم الحاضرون اعتناءه بأمره وعذايته بشأنه فافهم ، وقول الشيخ : ولا حساب فالحساب نتيجة السؤال، فإذا سلموا من السؤال سلموا من الحساب ، وإذا سلموا من السؤال والحساب سلموا من العقوبة فذكرها الشيخ ولن كانت متلازمة ليبين ما يسنلزم هذأ الرزق من المنن التى(1) لو انفردت واحدة منها لكان حريا أن يطلب ، وقول الشيخ - رضى الله عنه : على بساط علع التوحيد ، أى على أن أشهدك فيما رزقتنى ، وأراك فيما أطعمتنىي فلا أشهد ذلك من غيرك، ولا أضيفه لأحد من خلقك ، وكذلك أهل الله لا (1) في المخطوط (الذى) والمثبت أولى .
تنوير في إسقاط الندبي يأكلون إلا على مائدة الله ، أطعمهع من أطعمهم لعلمهم أن غير الله لا يملك مع شينا، فسفط بذلك شهود الخلق عن قلوبهع فلم يصرفوا لغير الله حبهع، ولا وجهوا لمن سواه ودهم ؛ إذ راوا انه هو الذي أطعمهع ومنحهع من فضله وأكرمهع، قال الشيخ أبو الحسن يوما : إنا لا نحب إلا الله تعالى ؛ أى : لا يتوجه الحب منا إلى الخلق، فقال له رجل: قد أبى ذلك جدك يا سيدى بقوله : «جبلت القلوب على هب من أعسن إليها» ، فقال : نعع نحن قوم لا نرى المحسن إلا الله فلذلك جبلت قلوبنا على محبنه ، ومن رأى أن العطعع هو الحق سبحانه تجدد عنده مزيد الحب على حسب ما يتجدد من نناول النعم ، لقوله عليه السللم : «اعبوا الله لما يغذوكم من مننه» وقد سبق بيانه، ومن رأى أن الله هو المطعع له صانته هذه المطالعة عن الذل للخلق أو أن يعيل قلبه بالحب لغير الملك الحق ، الم نسمع قول إبراهيم الغليل عليه السلام : (والذي هو يطعمتي ويسقين) إلشعراء :79] فشهد لله بانفراده بذلك، واعنرف له بوحدانينه فيه ، وقول الشيخ - رضى الله عنه : على بساط علم التوحيد والشرع : لأن من استرسل مع إطلاق النوحيد ورأى أن الملك لله وأن لا ملك لغير معه ولعم يتقيد بظواهر الشريعة فقد قذف به في بحر الزندقة، وعاد حاله بالوبال عليه ، ولكن الشأن أن يكون بالحقيقة مؤيدا وبالشريعة مقيدا ، وكذلك المحقق ، فل منطلقا مع الحقيقة ولا واقفأ مع ظاهر إسناد الشريعة ، وكان بين ذلك قواما فالوقوف مع ظواهر الإسناد شرك ، والانطلاق مع الحقيقة من غير نقييد بالشريعة تعطيل، ومقام الهداية فيما بين ذلك (من بين فرث ودم لبنا خالصا سانغا للشل) امتكربين) النحل : 9 حالننوير في إسقاط التدوزيير فصل واعلم أنه يرد في شأن الرزق لمور وتعرض فيه عوارض ، وقد ذكر الشيخ - رضى الله عنه - كثيرا منها بقوله - رضسى الله عنه : وسخر لى أمر هذا الرزق ، واعصمنى من الحرص والتعب في طلبه ، ومن شغل القلب وتعلق الهم به ، ومن الذل للخلق بسببه ، ومن التفكر والتدبير في تحصيله ، ومن الشح والبخل بعد صصوله.
وليس العوارض الواردة في شأن الرزق بمنحصرة حنى نستوفى ، فلنتكل على ما قال الشيخ - رضى الله عنه : فاعلم أن للعبد بالنسبة إلى الرزق ثلثة اعوال : حال قبل أن برزقه وهى حالة السعى، وحال بعد ذلك وهى حالة الحصول وحال بعد انقضانه وهي الحالة الذالثة، فأما ما يعرض قبل حصوله فالعرص والنعب في طلبه وشغل القلب وتعلق الهع به والذل للغلق بسببه والتفكر والندبيير في تحصيله ، فأما الحرص فهو الرغبة القانمة في النفس في التحصيل له والانكباب على ذلك ، وهو ينشأ عن فقدان الثقة وضعف اليقين ، وهما ناشذان عن فقدان النور ، وغدان النور ناشين عن وجود الحجبة ؛ إذ لو كان القلب بأنوار العشاهدة مععورا وبمنن الله مغمورا لع نطرقه طوارق العرص ، ولو انبسط نور اليقين على القلب لكشف له عن ساق القسمة فلم يمكنه الحرص ، وعلع العبد ان له عند الله قسمة لابد أن يوصلها إليه ، وأما التعب في طلبه فإما أن يكون تعب الظواهر ويكون الاسنعاذة منه ؛ لأنه إذا اسنولى على الطالب للرزق النعب في الظاهر شغله ذلك عن الفيام بالأوامر ، والرزق مع الرلحة فيه إعانة على النفرغ إلى طاعة الله والقيام بخدمنه وإن كان النعب هو تعب القلوب لا الظواهر فهو أولى بأن يسنعاذ منه ؛ وذلك لأن القلوب ينتعبها تكلفها في طلب الرزق والفكرة فيه ويثقلها ما حملت من ذلك ، ولا 152 التنوير في إسقاط التدبير راحة لها إلا بالنوكل على الله ؛ لأن المتوكل على الله وضع لثقاله والله سبحان يحملها عنه لقوله تعالى : (ومن يتوكل على الله فهو هسنبه) [الطلاق:3]، ثم قال الشيخ - رضى الله عنه : ومن شغل القلب وتعلق الهم به ، فشغل القلب بامر الرزق قلطع عظيم ، حنى قال الشيخ أبو الحسن - رضى الله عنه : اكثر ما حجب الخلق عن الله شيئان : هع الرزق وخوف الخلق ، وهما أشد العجابين ، وذلك أن لكثر الناس قد يخلو من هم خوف الغلق ولا يخلو من هم الرزق إلا قليل ، لا سيما وشاهد الفاقة قائح بوجودك وانت مفنقر إلى ما يقيع بنيك ويشد قونك، وقوله : وتعلق الهع به، اى تعلق الهمة بأمر الرزق نوجها واستغراقا حتى لا يبقى فيه متسع لغيره ، وهذه حالة توجب القطعة وتكشبف أنوار الوصلة ، وينادى على صاحبه بغراب قلبه من نور اليقين وفلسه من الفوة والنعكين ومن الذل للخلق بسببه ، فاعلع أن من ضعف يفينه وقل من قسمة العقل نصيبه فالذلة لازمة له(1) لطمعه في الخلق ولعدم ثقته بالمذاد الحق ؛ وذلك لأنه لع يشهد سابق قسمة الله ولم يظفر بصدق وعده، فذل للخلق متملق ولجأ إليهم متعلقا ، وذلك عقوبة الغفلة عن الله (ولعذاب الآخرة لشد) إطه :127 ولو صح إيمانه ويقينه بالله لكان بذلك عزيزا (ولله العزة ولرسوله وللمومنين) المنافقون :8] ، فعزة المؤمن بربه ، لا يعنز بغيره لعلمه أن «العزة لله جميعا) [النساء : 139] وأنه العزيز فلا عزيز معه ، والمعز فلا معز معه ، فأعزنه الثقة ونصره النوكل، فلع يهن لصدق قته بربه في قسمته، ولع يحزن لاعتماده عليه في جود منته سامعا قول الله سبعانه: (ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون ان كنت مومنيت) [أل عمران : 139] ، فعزة المؤمن بنرك الطمع في الخلق ، ووجود الثقة بالملك الحق(2) ، لبى له إيمانه أن يرفع حلجته لغير ربه أو أن يصرف لما سواه وجه قلبه، ولذلك قال بعضهع (1) وفي الحديث : دمن اذل نفسه للناس الذله الله» .
(2) ومما ينسب لسيدى الإمام الشلفعى قوله - لتنوير في إسقاط التدبير ي صرام على من وعد الله ربه . وافرده أن يعتذى لعدا فردا ويا صلعبى قف لى مع العق وقفة . أموت بها وجدا وأعيا بها وجد وقل لملوك الأرض تجهد جهدها 5 فذا المااد ملك لا يباع ولا يهدى ومن حرره الله من رق الطمع وأعزه بوجود الورع فقد لجزل عليه مننه وكمل عليه نعمته ، وإن الله قد كساك ايها المؤمن خلعا عديدة منها خلعة الإيمان والمعرفة والطاعة والسنة ، فلا تدنسها بالطمع في المخلوقين وبالاستتاد الى غير رب العالعين .
قال الشيخ البو الحسن : رأيت النبي صلم في المنام فقال لى : ديا على طهر ثيابك من الدنس تحظ بعدد الله في كل نفس» ، فقلت : يا رسول الله وما شيابى فقال : «اعلم أن الله كساك علة الإيملن وحلة المعرفة وحلة التوعيد وعلة المحبة»، قال : ففهمت حينيذ قوله سبحانه: (وثيلبك فطهر) االمدثر :4]. واعلم - رحمك الله - أن رفع الهمة لسالكى طريق الآخرة عن الخلق وعدم التعرض لهم () أزين لهم من الحلى للعروس ، وهم لحوج إليه من الماء لحياة النفوس ، ومن خلعد عليه خلعة الملك فحفظها وصانها فعرى أن تدام له وأن لا نسلب عنه ، والعدنس لخلع المواهب فحرى أن لا نترك له ، فلا تدنس أيها الأخ ليمانك بطمعك في لعخلوقين ، ولا تجعلن اعتمارك إلا على رب العالعيين ، فإن اعنززت بالله داع عزك رايت القناعة رأس الغنى فصرت باذيالها متعسان فلا ذا يراني علبي بابه ولا ذا يراني به منهماد غنى بلا مال عن الناس قلهم أمر عليهم شبه الملك الأبيات من بعر الطويل .
في المشطوط إله) والعثبت الصعيح .
54 التنوير في إسقلط التدبير بدواع من اعنززت به، ولن اعنززت بغيره فلا بفاء لعزك ؛ إذ لا بقاء لمن أنت به معنز، أنشد بعض الفضلاء لنفسه : ليكن بربك كل عز 5 لك تستقر وتثبت فان اعتززت بعن يعو . ت فان عزك ميت(1 دخل إنسان على بعض العارفين وهو يبكى فقال : ما شأنك؟ قال : مات أستاذى ، فقال له ذلك العارف : ولع جعلت أسناذك من يموت ويقال لك : إذا اعنززت بغير الله لفقدته، وإن اسنندت إلى غيره عدمته ؟ (وانظر إلى إلهك الذي ظلت عكيه علكف لنحرقته ثم لننسفنه في اليم نسفا إنما إلهكم الله الذي لا إله إلا فو وسع كل شيء علما) لطه :97 ، 98] .
وكن أيها العبد إبراهيميا ، فقد قال لبوك إبراهيم - صلوات الله عليه وسلامه : (لا أحب الآفلين) [الأنعام :76] وما سوى الله أفل إما وجودا وإما مكانا، وقد قال سبحانه : (ملة أبيكم إبراهيم) [الحج :78] فواجب على المؤمن از يتبع ملة إبراهيم ، ومن ملة إبراهيم رفع الهمة عن الخلق ، فإنه لما زج ب (3) فى المنجنيق تعرض له جبريل فقال : الك حاجة؟ قال : أما إلياد فلا وأما إلى الله فبلى قال : سله، قال : حسبى من سؤالى علمه بحالى، فانظر كيف رفع إبراهيع - صلوات الله عليه - همته عن الغلق ووجهها إلى الملك الحق ، فلع يستغث بجبريل ولا احنتال على السؤال من الله ، بل رأى الحق سبحانه لقرب إليه من جبريل ومن سؤ اله فلذلك سلمه من نمرود ونكاله(4)، وأنعم عليه بنواله وإفضاله، وخصه بوجود إقباله ومن ملة إبراهيم معاداة كل ما شغل عن الله ، وصرف الهمة بالود الى الله لقوله : (1) البينان من بحر الكامل .
Bog aan la aqoon