الننوير في إسقاط التدبير بداية، فلأهل الإيمان والتقوى نهاية (والعاقبة للتقوى) ، فخاطب العباد على حسب ما تصل إلبه عفولهع ، وندركه أفهامهم ، كما جاء (الله أكر) وإن كان غيره لم بشاركه في الكبرياء (1) ، لكن لما كانت النفوس قد نشهد كبرياء الأثار كما فال سبحانه : (لغلق السماوات والأرض أكبر من غلق الناس) [غافر :57] فكأنه يقال لها : إن كان ولابد وشهدت لشىء كبرياء فالله لكبر منه وأكبر من كل كبير ، كما جاء : "الصلاة خير من النوم" فلو قيل : فليس في النوم خير ، قالت النفوس : قد لدركت لذاذته ورلحته، فسلع لها ما أدركت، شم قيل لها: ما دعوناك إليه غير مم هو خير عندك ، الصملاة غير من النوم ، لأن ما ملت إليه من المنام عرض يفنى وما دعوناك إليه معاملة يبقى جزاؤها ما يفني (وما عند الله غير وأبقى) [الشورى: فاندة جليلة: اعلم أن الآية علمت أهل الفهم عن الله كيف يطلبون رزقه ، فإذا نوقفت عليهح اسباب المعيشة أكثروا من الخدمة والموافقة ؛ لأن هذه الآية دلتهم على ذلك ألا ترى أنه قال سبحانه: (ولمر أطلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسنلك رزقا نعن رزقان» فجاء الوعد بالرزق بعد أمرين : لحدهما: أمر الأهل بالصلاف، والآخر الاصطبار عليها، ثم بعد ذلك قال : (نعن نرزقك) ففهم أهل المعرفة بالله أنه إذا نوقفت اسباب المعيشة قرعوا باب الرزق بمعاملة الرزاق لا كأهل الغفلة والعمى : لأن أهل الغفلة والعصى إذا توقفت عليهم أسياب الدنيا لزدادوا كدحا عليها وتهاف فيها بقلوب غافلة وعقول عن الله ذاهلة ، وكيف لا يكون اهل الفهم عن الله لسيس كذلك وقد سمعوا الله يقول : (وانوا البيوت من أبيوابها) [البقرة : 189]؟ فعلموا أن باب الرزق طاعة الرزاق ، فكيف يطلب منه بمعصيته ? أم كيف يستمطر فضله (1) وهذا يسعى في البلاغة تفضيلا على غير بلبه، فليس المقصود أن هنك إم وجروعييرا بيرأن أعدهما فاق الآضر، بل غير الله تعالى ليس شينا بالنسبة له تعالى.
التنوير في إسقاط التدبير بعخالفنه ؟ وقد قال عليه السلام : دإنه لا ينال ما عند الله بالسغط» ؛ أى : لا يطلب رزقه إلا بالمواففة له، وقد قال سبحانه مبينا لذلك: (ومن يتق الله يجعل له مخرج ويرزقه من عيث لا يحتسب) االطلاق : 302]، وقال سبحانه : (والو استقاموا على الطريقة لاسقيناهع ماء غدقا) [الجن :11] إلى غير ذلك من الآيات الدالة على ان النقوى مفنتاح الرزقين : رزق الدنيا ، ورزف الآخرة ، كما قال سبحانه : (ولو ان أظر الكتاب امنوا واتقوا لكفرنا عنهم سيئلتهم ولأنخلناهم جنت النعيم ولو انهم لقامو النوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تعت ارجلهم [الصائدة : 66 ،65] فبين لك سبحانه لو أقاموا النتوارة والإنجيل ؛ أى : عملوا بما فيها لأكلوا من فوقهع ومن تحت أرجلهم ؛ أى : لوستعنا عليهم أرزاقنا ، وأدمنا عليهم إنفاقنا، لكنهع لع يفعلوا ما نحب، فلأجل ذلك لع نفعل ما يحبون الآية الرابعة في أمر الرزق : قوله سبحانه: (وما من دآبة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتلب مبين) [هود:6] فهذه الآية صرحت بضمان( العق للرزق ، وقطعت ورود الهواجس والخواطر عن قلوب المؤمنين ، فإن وردد على قلوبهع لسباب الدنيا كرت عليها جيوش الإيمان بالله والثقة به فهزمنها ، (يل نقذف بالعق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق) [الأنبياء:18]، فقوله سبحانه (وما من دأبة في الأرض إلا على الله رزقها) ضمان تكفل به لعباده تعريفا بوداده، ولع يكن ذلك واجبا عليه، بل أوجبه على نفسه إيجاب كرم وتفضل، شم إنه عمم الضمان فكأنه يقول : أيها العبد، ليست كقالنى ورزقى خلصا بك، بل كل دابة في الأرض فإنى كافلها ورازقها وموصل إليها قوتها ، فاعلم بذلك سعة كفالنى وغناء ربوبينى، وأن شيئا لا يخرج عن إحاطتى، وثق بى كفيلا واتخذنى وكيلا فإذا رأيت ذكرى لأصناف الحيوان ورعاينى لهم وقيامي بحسن الكفالة لها وأنت (1) الباء الموعدة سلقطة من الأصل.
التنوير في إسقاط التدبير لشرف هذا النوع فأنت أولى بأن تكون بكفالتى وانقأ ولفضلى رامفا ، ألا ترى كيف قال : (ولقد كرمنا بني آدم) [الإسراء :70]؟ أى : على سائر لجناس العيوان ؛ أى : إن عوناهم إلى خدمننا ووعدناهع دضول جنننا وخطبناهع إلى حضرننا ، ومما يوضح لك كرامة الأدمى على غيره من المكونات ، وأن المكونات مخلوقات من أجله ، وهو مخلوق من لجل حضرة الله ، سععت شيخنا أبا العباس يقول : يقول الله عز وجل : يا ابن أدم خلفت الأشياء كثها من لجلك وخلقتك من أجلى ، فلا تشتغل بما هو لك عم أنت له، قال سبحانه: (والأرض وضعها للأتام) [الرحمن:1٠]، وقال سبحانه: (وسغر لكم ما في السماوات وما في الارض جميعا منه) [الجانية وسمعت الشيخ يقول : الأكوان كلها عبيد سخرة وأنت عبد الحضرة ، وقال سبحانه : (الله الذي غلق سبع سملوات ومن اللرض مثلهن يتنزل الامر بينهن لتطموا أن الله على قل شيء قدير) الطلاق : 12] ، فقد بين لك أن السموات والأرض مخلوقة من لجل الأدمى ، فإذا علمت لن الأكوان مخلوقة من لجلك ، إم انتفاعا وإما اعتبارا وهو نفع أيضا ، فينبغى لك أن نعلم أن الله إذا رزق من هو مغلوق من أجلك كيف لا يكون لك رازقا ؟ ألم نسمع قوله سبحانه : (وفاكهة وأبا مناعا لكع ولأنعامكم) إعبس : 3]؟ وقوله سبحانه : (ويغلم مستقرها رهستودعها) [هود:6] تلكيد لأنه المتكفل بها؛ أى : لا يخفى عليه مكانها ولا ينبه عليه شانها ، بل يعلع مكانها فيوصل إليها ما قسع لها.
الآية الغامسة في شلن الرزق فوله سبحانه : (وفي السنماء رزقكم وما تو عدون فورب السماء والأرض إنه لعق مثل ما أنكم تنطقون) [الذاريات : 23022] ، وهذه الآية هي التى غسلت الشكوك من قلوب المؤمنين ولشرقت في قلوبهع النوار اليقين ، فأوردت على قلوبهم الزوايد لما تضمنته من الفوائد ، وذلك أنها تضعنت ذكر الرزق ومحله والفسم عليه النشبيه له بأمر لا خفاء به.
ولنتبع ذكر هذه الفوائد فايدة فائدة : التنوير في إسقاط التدبير الأولى : اعلم أنه سبحانه لما علم كثرة اضطراب النفوس في شأن الرزق كرر ذكره لما تكررت ورود عوارضه على القلوب ، كما نكرر الحجة إذا علمت أن الشبهة مستمكنة في نفس خصعك ، كما كرر سبحانه الاسندلال على المعاد في أيات عديد لما اضطربت فيه العلحدون ، واستبعدوا أن يعود الإنسان بعد أن تمزقت أوصال والضمحل بناؤه(1) وصار ترابا أو لكلته السباع والهوام ، فاحتج عليهم فى عتابه لعزيز حججا كثيرة منها : (وضرب لنا مثلا وتسي خلقه قل من يخيي العظام وهي رميم قل يخييها الذي انشأها أول مرة) إيس :79،78] ويقول في الآية الأغرى .
اوفو أفوت عليه) (الروم :27]، ويقول : (إن الذي لخياها لمخيي الموتى إفصلت : 39] إلى غير ذلك ، لما علم الحق سبحانه شدة اضطراب النفوس في أمر الرزق أكد الحجة في ذلك في أيات عديدة ، منها ما نقدم نكره ومنها ما لع نذكره ، فلما علم الحق سبحانه ذلك من نفوس العباد قال تارة : (إن الله هو الرزلق) [الذاريات:58]، وقال في أغرى : (الله الذي خلقتم ثع رزفقم) [الروم :40]، وقال في أخرى : (نحن نرزقد) إطه : 132]، وقال في أخرى : (لمن هذا الذي يرزقكع ن أمسك رزقه) [الملك : 21]، وقال ههنا : (وفي السماء رزققم) [لذاريات : 22 ]، ليسر معل(2) الرزق فنسكن إليه القلوب ، وليس الضمان مع إبهام المحل كالضمان مع نبيينه، فكأنه سبحانه يقول : لع يكن يجب علينا أن نبين لكم معل رزقكم، لكم عندنا رزق نوصله لكم إذا جاء إبانه(3) وليس علينا بيانه، ولكن بلطفه ورحمته وفضسله ومننه بين محل الرزق ليكون ذلك أبلغ في نقة النفس به ولقوى في دفع الشك فيه في المخطوط إثناؤه) والمثهت الصحيح كما في نسشة مطهوعة (2) هكذا بالأصل ، ولعل فيه سقطا تقديره إليس هنا معل الرزق) 2) أى : وقته التنوير في إسقاط التدبر وفيه فايدة لضرى وهو أنه يضمن بنبيين المحل رفع همع الخلق عن الغلق ، وأن لا يطلبوه إلا من الملك الحق ، وذلك إذا وقع بقلبك طمع في مخلوق أو حوالة(1) على سبب قال لك سبحانه : (وفي السماء رزقكم) ؛ أى : يا هذا المتطلع للرزق من المخلوق الضعيف العاجز في الأرض ليس رزقك عنده ، إنما رزقك عندى وأنا الملك القادر لأجل هذا أنه لما سمع بعض الأعراب هذه الآية نحر ناقته فارا إلى الله وهو بقول : بحان الله، رزقى في السماء وانا لطلبه في الأرض ?!
فانظر - رحمك الله - كيف فهم عن الله أن مراده بهذه الآية أن يرفع همم عباده إليه، وأن تكون رغبنهم فيما لديه، كما قال في الآية الأغرى : (وإن من شيء إلا عندنا خزاينه وما ننزله إلا بقدر مطوم) الحجر : 21] لتجأش(2) الهمع إلى بابه، ولتجنح القلوب الى جنابه ، فكن - رحمك الله - سماويا علويا ، ولا تكن سفلي أرضيا ، لذلك قال بعضهع: إذا أعطشتك اكف اللنام 5 كفتك القناعة شبعا وريا فكن رجلا جسمه فى الثرى 5 وهامة همته فى الثريا فان اراقة ماء الحياة 5 دون اراقة ماء العحيا( وسمعت شيخنا أبا العباس - رضى الله عنه - يقول : والله ما رأيت العز إلا فى رفع الهمة عن الخلق ، والذكر أيها الأخ - رحمك الله - ههنا قوله : (ولله العزة ولرسوله وللمومنين) [المنافقون :8] فمن العز الذي أعز الله به المؤمن رفع همنه إلى مولاه وثقته به دون ما سواه ، واستح من الله أن يكون بعد أن كساك حلة ي: تعول إلى سبب واعتماد عليه تتشجع وتتقدم وتلج بابه ، من (الجاش) بمعنى القوة والشجاعة با : بفنح الراء وكسرها ، ولكن الفتح افضل ليوافق السبع.
(4) العكيا : الوجه ، كناية عن التذلل وتصبب العرق لأجل طلب المال وغيره من الآغرين .
124 التنوير في إسقاط التدبير الإيمان ، وزينك بزينة العرفان أن نسنولى علياك الغفلة والنسيان حنى نميل إلى الأكوان، أو نطلب من غيره وجود إحسان، ولذلك قال بعضهم: أبع نفوذي فى علوم العقائق ، وبعد انبسلطى في مواهب خالقى وفي عين إشراقى على ملكوته . أرى باسطا كفا إلى غير رازقي .
وإن كلفنف النفس الغافلة عن مولاها بأن ترفع حلجنك الى المخلوقين فارفعها إلى من يرفع اليه ذلك المخلوق حلجته ، وهين على النفس أن تهين إيمانك ليحصل هواها، وان نذللت البلغ(1) لتبلغ مناها، كما قال بعضهم: تكلقنى إذلال نفسى لعزها 5 وهان عليها ان أهان لتكرما تقولى سل المعروف يعيى بن لوثع 5 فقلت سليه رب يحيى بن أكنعا وقبيح بالمؤمن أن ينزل حاجته بغير الله تعالى مع علمه بوحدانيته وانفراده بربوبيته، وهو يسمع قول الله تعالى: (لليس الله بكاف عبده) [الزمر :36] ، وذلك من كل لحد قبيح ، ومن المؤمنين أقبح ، ولتذكر قول الله سبحانه : (يا أيها الذين إمنوأ أوفوا بالعقود) إالمائدة :1]، ومن العقود التى عاقدنه عليها أن لا ترفع توانجك إلا إليه ولا تتوكل إلا عليه ، وذلك لأزم إقرارك له بالربوبية يوم المقالير يوم (اللسنت بربكم قالوأ بلى) [الأعراف : 172] فكيف تعرفه وتوحده هناك وتجهله فهنا وقد نوانر عليك إحسانه وغعرك فضله وامننانه? كما قال بعضهم: فى القلب لكم منزلة عليا 5 لا يسكنها سعدى ولالبناءا في الذر عرفنكم فهل يجمل بى . ان انكركم ولحيتى شمطاء وإن تذللت كان ذلك أبلغ منها في تحصيل مرادها، وهذا مي زييحيين بفيض.
Bog aan la aqoon