وقد ختم به البخاري ((صحيحه)) في رواية الفربري عنه كما سقناه، وكذا هو في رواية غيره. وليس هو في آخر ((الصحيح)) من رواية إبراهيم بن معقل النسفي عن البخاري؛ لأن آخر ((الصحيح)) عنده حديث الإفك مختصرا المذكور في باب قوله عز وجل: {يريدون أن يبدلوا كلام الله}، ورواية إبراهيم بن معقل دون رواية الفربري بثلاثمائة حديث.
وهذا الحديث مما نقص عنده آخرا، ورجال هذا الحديث ثقات. وتكلم في بعضهم بشيء لا يقدح فيه.
ذكر أبو حاتم محمد بن حبان البستي أحمد بن إشكاب، شيخ البخاري في كتابه ((الثقات))، وقال: ((ربما أخطأ)). انتهى. وهذا لا يقدح فيه، لأن خطأه نادر. قال سفيان الثوري، فيما رواه عنه عبيد الله الأشجعي: ليس يكاد يفلت من الغلط أحد، فمن كان الغالب عليه الحفظ، فهو حافظ، وإن غلط. فقول ابن حبان لا يقدح في ابن إشكاب، وقد أثنى عليه الأئمة: قال أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي: ((ثقة مأمون صدوق كتبت عنه بمصر))، وقال أبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي: ((وكان صاحب حديث))، وقال عباس بن محمد الدوري: ((كتب عنه يحيى بن معين كثيرا)).
Bogga 67