وقوله صلى الله عليه وسلم : ((وبحمده)) أي: بنعمته التي يحمد عليها سبحناه، لأنه تعالى وفقنا لتسبيحه، وألهمنا ذلك من غير حول منا ولا قوة، وتوفيقه إيانا لذلك نعمة عظيمة يجب حمده عليها، فقلنا: سبحان الله، وبحمده سبحناه، أو وبحمده تسبيحنا، فتكون الباء فيه متعلقة بمحذوف تقديره: وبحمده سبحناه، أو تسبيحنا، كما تقدم.
وذكر الإمام أبو سليمان أحمد بن محمد الخطابي في كتابه ((الدعاء)) في تفسير ((سبحانك اللهم وبحمدك)). قال: وأما دخول الواو في قوله: ((وبحمدك)) فإن الحسن بن خلاد أخبرني، قال: سألت عنه الزجاج، فقال: سألت عما سألتني عنه أبا العباس، محمد بن يزيد، فقال سألت أبا عثمان المازني عما سألتني عنه، فقال: المعنى سبحتك اللهم بجميع آلائك وبحمدك سبحتك قال: ومعنى سبحانك: سبحتك.
وقال الخطابي أيضا: وسمعت أبا عمر يقول: سئل أبو العباس أحمد بن يحيى عن قوله: ((وبحمدك)) فقال: أراد: ((سبحتك بحمدك)) كأنه يذهب إلى أن الواو صلة انتهى.
وقيل معنى : ((وبحمده)): أي أسبح الله -تعالى- وأثني بحمده، كما يقال: سبحان الله والحمد لله.
وقوله صلى الله عليه وسلم : ((سبحان الله العظيم)). هي الكلمة الثانية، والمراد بها تأكيد التنزيه والطهارة والبراءة والتقديس لله - عز وجل- من النقائص وكل سوء، فإذا التوحيد حاصل في هذا الحديث: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم.
Bogga 87