السابع ويسمى ويماط عنه الأذى ، فإذا بلغ ست سنين أدب ، فإذا بلغ تسع سنين عزل فراشه ، فإذا بلغ ثلاث عشرة سنة ضرب على الصلاة ، فإذا بلغ ست عشرة سنة زوجه أبوه ثم أخذ بيده وقال : قد أدبتك وعلمتك وأنكحتك أعوذ بالله من فتنتك في الدنيا وعذابك في الآخرة ) كذا في الإحياء ( قال النبي عليه الصلاة والسلام : ما نحل ) بفتح النون والحاء المهملة ( والد ولده أفضل من أدب حسن ) رواه الترمذي والحاكم عن عمرو بن سعيد بن العاص : أي ما أعطاه عطية أفضل من تأديبه بنحو توبيخ وتهديد وضرب على فعل الحسن ، وتجنب القبيح ، فإن حسن الأدب يرفع العبد المملوك إلى رتبة الملوك وعن أبي ذر رضي الله عنه قال : كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم وإذا بالحسن والحسين رضي الله عنهما ركبا على كتف جدهما رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحدثنا ، فلما فرغ من حديثه قال لهما : انزلا يا أولادي فأقبل علي كرم الله وجهه ، فلما رأياه خافاه ونزلا عن ظهر جدهما فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم : ما لالكما ؟ قالا : خفنا من أبينا ، فأقبل علي رضي الله عنه عليهما وضربهما . وقال : الأدب خير لكما فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( يا علي لا تنهر الحسن والحسين فإنهما ريحانتاي وراحة قلبي وسريرة كبدي ) فقال علي كرم الله وجهه سمعا وطاعة فنزل جبريل وقال : يا محمد الحق يقول اترك عليا يؤدبهما أشبعوا أولادكم ، وأحسنوا أسماءهم ، وطيبوا أبدانهم ، ترزقوا شفاعتهم ، فلما سمع بذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يا معشر المسلمين من رزقه الله تعالى بولد فعليه بتأديبه وتعليمه ، فإن من علم ولده وأدبه رزقه الله شفاعته ، ومن ترك ولده جاهلا كان كل ذنب عمله عليه ) كذا في رياض الصالحين ( وقال عليه الصلاة والسلام : لأن يؤدب الرجل ) وفي لفظ أحدكم ( ولده ) أي يعلمه الآداب الشرعية والمندوبة ( خير له من أن يتصدق ) أي كل يوم ( بصاع ) رواه الترمذي عن جابر بن سمرة وهو حديث حسن قال المناوي : لأنه إذا أدبه صارت أفعاله من صدقاته الجارية وصدقة الصاع ينقطع ثوابها ( وقال عليه الصلاة والسلام : أكرموا أولادكم وأحسنوا آدابهم ) أي بأن تعلموهم رياضة النفس ومحاسن الأخلاق . | قال العلقمي : والأدب هو استعمال ما يحمد قولا وفعلا . وقيل : هو تعظيم من فوقك والرفق بمن دونك رواه ابن ماجه عن أنس قال المناوي وفي هذا الحديث نكارة وضعف ، والمنكر هو الذي لا يعرف متنه من غير جهة راويه فلا شاهد له ، فما خالف فيه المنفرد من هو أحفظ ، وأضبط فشاذ مردود ، وإن لم يخالف بل روى شيئا لم يروه غيره ، وهو عدل ضابط فصحيح أو غير ضابط ، ولا يبعد عن درجة الضابط فحسن ، وإن بعد فشاذ منكر . ( وقال عليه الصلاة والسلام : من أراد أن يرغم ) بضم الغين المعجمة أو فتحها أي يذل ( حاسده فليؤدب ولده وقال عليه الصلاة والسلام : النظر إلى وجه الأولاد بشكر كالنظر إلى وجه نبيه ، وقال عليه الصلاة والسلام : أكرموا أولادكم فإن كرامة الأولاد ستر من النار . وقال عليه الصلاة والسلام : الأولاد حرز من النار والأكل معهم براءة من النار وكرامتهم جواز على الصراط . وقال عليه الصلاة والسلام : أكرموا أولادكم فإن من أكرم أولاده أكرمه الله في الجنة . وقال عليه الصلاة والسلام : إن في الجنة دارا ) أي عظيمة جدا في النفاسة فالتنكير للتعظيم ( يقال لها دار الفرح ) بفتح الفاء والراء وبالحاء المهملة ، أي السرور أي تسمى بذلك بين أهلها ( لا يدخلها إلا من فرح الصبيان ) أي الأطفال ذكورا وإناثا ، وفي هذا الحديث شمول لأطفال الإنسان ، وأطفال غيره ولليتيم وغيره ، رواه أبو يعلى عن عائشة . ( وقال عليه الصلاة والسلام : إن في الجنة دارا يقال لها دار الفرح ) أي تسمى بذلك ( لا يدخلها إلا من فرح يتامى المؤمنين ) رواه حمزة بن يوسف وابن النجار عن عقبة بن عامر الجهني ، وهو حديث ضعيف ، وذلك لأن الجزاء من جنس العمل فمن فرح من ليس له من يفرحه فرحه الله تعالى بتلك الدار الغالية المقدار ، واليتيم صغير لا أب له وتخصيص اليتامى في هذا الحديث إنما هو للآكدية . |
1 ( الباب الثاني والثلاثون في فضيلة التواضع ) 1
قال تعالى : { تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض
Bogga 62