75

Tanbihat

التنبيهات المجملة على المواضع المشكلة

Baare

مرزوق بن هياس آل مرزوق الوهراني

Daabacaha

الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

Lambarka Daabacaadda

العددان ٧٩ و٨٠

Sanadka Daabacaadda

السنة ٢٠ - رجب-ذوالحجة ١٤٠٨هـ

المعتمد، وما سواه فليس بشيء لما سنذكره، وقد ذكر ابن عبد البر - أيضا - أن خالد بن الوليد كان على خيل رسول الله ﷺ يوم الحديبية، وكانت في ذي القعدة سنة ست ١. قلت: وهذا ضعيف، أو باطل، ففي صحيح البخاري - مسندا - عن المسور بن مخرمة ﵄ في قصة الحديبية بطولها. قال: "خرج النبي ﷺ من الحديبية حتى إذا كانوا ببعض الطريق، قال النبي ﷺ: "إن خالد بن الوليد بالغميم ٢، في خيل لقريش طليعة، فخذوا ذات (اليمين) ٣ فو الله ما شعر بهم خالد حتى إذا هم بقترة ٤ الجيش، فانطلق يركض نذيرا لقريش ... " ٥، فهذا نص صحيح من النبي ٦ ﷺ، أن خالد بن الوليد لم يكن يومئذ مسلما، وما - كان على خيل النبي ﷺ، بل كان على خيل قريش، فبطل بهذا أن يكون إسلامه قبل الحديبية، وقال مصعب بن عبد الله الزبيري - وإليه المرجع في أخبار قريش - في ترجمة الوليد بن الوليد -: "الصحيح أنه شهد مع النبي ﷺ عمرة القضاء، وكتب إلى أخيه خالد، وكان خالد خرج من مكة (فارا) ٧ لئلا يرى رسول الله ﷺ وأصحابه بمكة، كراهة الإسلام، فسأل رسول الله ﷺ الوليد عنه. وقال: "لو أتانا لأكرمناه وما قتله سقط عليه الإسلام في عمله". فكتب بذلك الوليد إلى أخيه خالد، فوقع الإسلام في قلب خالد، وكان ذلك بسبب هجرته ﵁، فهذا يقتضي أن إسلامه كان بعد عمرة القضاء، وكانت بعد خيبر قطعا، وقال محمد بن إسحاق في سيرته ٨، رواية يزيد البكائي عنه: "حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن راشد مولى حبيب بن أبي أوس الثقفي، عن حبيب بن أبي أوس قال: "حدثني عمرو بن العاص من فيه، فذكر قصة ذهابه إلى النجاشي، وما جرى له معه، ومبايعته إياه على الإسلام، إلى أن قال: "ثم خرجت عامدا إلى رسول الله ﷺ لأسلم، فلقيت خالد بن الوليد وذلك قبيل الفتح (من مكة) ٩. فقلت: أين يا أبا سليمان؟ فقال: "والله لقد استقام المنسم ١٠، وإن الرجل لنبي

١ الاستيعاب مع الإصابة ٣/١٦٤. ٢ موضع بين مكة والمدينة. (معجم البلدان ٤/٢١٤) . وهو معروف إلى جدة أقرب. ٣ في الأصل: "اليمن". وهو خطأ. ٤ أي: غبرة تثار من التراث، بسبب الخيل والإبل، ومنه قوله تعالى: ﴿وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ﴾ (عبس:٤٠) انظر (النهاية ٤/١٢) . ٥ صف ٥/٣٢٩ ٦ ١٨/أ. ٧ في الأصل:"قارى". ٨ ١/٧٤٩. تهذيب ابن هشام. ٩ في الأصل: "في حكم". ١٠ اسم لخف البعير. والمراد به هنا: أي: وضح الأثر وظهر. انظر: (النهاية ٥/٥٠) .

1 / 86