وذلك نحو قوله تعالى ومَاَ كَانَ عَطَاء رَبُّكَ مَحْظُوراُ أي ممنوعا من أحد مع قوله ﷿ إنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا أي حقيق إن يحذر منه جميع خلقه ويجب الاعتناء بإظهارها في أوعَظْتَ بالشعر أو لا ثاني له لئلا تدغم في التاء كالطاء في نحو أحْطْتُّ وهي مظهرة بلا خلاف إلا ما رويناه عن ابن محيصن أحد القراء الأربعة عشر من الإدغام مع بقاء صفة التفخيم وهي قراءة شاذة وإنما أدغمت الفاء ولم تدغم الظاء لأن الطاء اقرب إلى التاء منها لاتفاقهما في المخرج، ومنها جعلها ضادا غير مشالة كثيرا ما يقع لاتفاقهما في جميع الصفات ولولا اختلافهما في المخرج وزيادة الاستطالة في الضاد لكان ظاء فيجب على القاري الاعتناء في بتميز إحداهما من الأخرى لئلا يجعل كلا منهما موضع الأخرى وهو واقع كثيرا وإبدال الضاد الساقطة ظاء اكثر ليسره على اللسان لا سيما إذا التقتا لفظا وخطا نحو أنْقَضَ ظَهْرَكَ أو لفظا لا خطأ نحو يَعَضُ الظَّالِمَ وقد التبس على كثير من القراء الفرق بينهما في مواضع كثيرة من القرءان فيضع إحداهما موضع الأخرى وان كان يحسن النطق بهما وهو لحن لا تحل القراءة به إذ فيه تغيير اللفظ وإخراج الكلمة عن معناها أما إلى لفظ غير مستعمل في كلام العرب وهو الغالب أو إلى كلمة بمعنى أخر كما في قوله تعالى الظَّالِّينَ يصير بمعنى الدايمين أو الصابرين وكقوله تعالى بِضَنِينٍ بالتكوير وقد اختلف فيه القراء فقراءة نافع والجماعة بالضاد ومعناه بخيل وقراءة المكي وأبي عمرو والكسائي بالظاء المثالة ومعناه متهم من الظنة وهي التهمة وقد فرقت العرب بين عض ذي الفم كالإنسان والكلب وبين غيره كقولهم عض الزمان وعظت الحرب فجعلوا الأول بالضاد الساقطة والثاني بالظاء المشالة فلا بد من معرفتهما ووضع كل واحدة منهما في موضعها وقد اهتم العلماء في بتميزهما حتى افردوه بالتأليف نظما ونثرا وتعرضوا لحصر الظاءات المشالة لقلتها بالنسبة إلى الضادات وقد
1 / 64