التذكرة والتبصرة لمن نسي تفخيم الألف وأنكره وأطلع عليه أمام المفسرين والقراء والنحويين أبو حيان فكتب عليه: طالعْتهُ فرأيته قد حاز إلى صحة النقل كمال الدراية وبلغ في حسنه الغاية. انتهى.
والتمهيد من أول تواليف ابن الجزري رحمه الله تعالى آلفه في سن الحادية والبلوغ فالصواب ما في النشر والتعويل عليه لا على ما في التمهيد ولله الموفق، ومنها إبدالها إذا سكنت غينا في نحو تخْشىَ ويفعله كثير من الناس وهو لحن فاحش وخطأ ظاهر لا تحل القرُاءة به، ومنها تشديدها في مثل الأخِ والدخان فليتحفظ منه.
فصل الدال
الدال تخرج من المخرج الثامن من مخارج اللسان وهو حرف مجهور شديد مقلقل مستفل منفتح مصمت مرقق متوسط إلا انه إلى القوة أقرب. ويقع الخطأ فيها من اوجه منها إبدالها تا في نحو مُزْد جر وتزدرَى لأن أصلها في مثل هذأ التاء فربما مال اللسان به إلى اصله وبعض الجهلة يبدله تاء إذا شدده نحو الديّنِ وادَّكرَ ومُدكِرٍ وهذا كله لحن جلي لا تحل القراءة به، ومنها تفخيمها واكثر ما يقع لهم إذا أتى بعدها ألف نحو دَابةَ ودَاوُودَ أو حرف استعلاء أو را نحو دخَلوُا وصَدَقَ والدَّركِ وأحرى إذا اجًتمعا نحو الداخِلِين والدارُ، ومنها عدم بياتها وبيان قلقلتها إذا سكنت نحو القَدْرِ والْعَدْلِ لقَدْ لَقينَا والوَدْقِ ويدَفعُ ويدخُلوُنَ لقَدَ رَأى لا سيما إن تكررت نحو اشددْ ومَنْ يرتَدِد لصعوبة المكرر على اللسان وكذلك إذا أتى بعدها نون نحو أدنيَ وَوَاعدنا فَوجدناَ وصد دناَكُمْ ولقَدْ نَصَركمْ وزِدْناَ لأنها لما قرُبت من النون في المخرج وشاركتها في بعض الصفات فربما تخفى إذا سكنت النون وأحرى إن جاورتها فيجب التحرز من ذلك وبيانُ شدتها وجهرها وقلقلتها الا انه لا ينبغي المبالغَة في ذلك حتى يصير
1 / 57