فلابد ان يكون ذلك امر عظيم، مما من الله على المسلمين به، وتميم دينهم ببيانه، ومعلوم إنه تعالى قد شرع جميع الشرائع قبل ذلك، فكم يبقى إلا أنه أمره ان ينص على علي بالإمامة، ويجعله الحجة على خلقه وحفظ دينه، فلما بلغ غدير خم ونزل:
* (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك) * (1) على ما بينه من بعد، نزل في واد ليس بموضع النزول ونص عليه وبين فضله وشرفه، وانه القائم مقامه بعده، وكان المشركون يقولون إنه أبتر لا يقوم مقامه أحد إذ لا ولد له، فبين تعالى انهم نسوا من ذلك حين نص عليه، وثم بين الشرع والدين، وهذه [فضيلة] ظاهرة.
- قوله تعالى:
* (يا أيها الذين آمنوا من يريد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم) *.
المائدة 5: 54.
روى بعض المفسرين انها نزلت في أبي بكر وأصحابه، قاتلوا أهل الردة عن الحسن وقتادة وابن جريح وغيرهم، وقيل نزلت في الأنصار عن السدي، وقيل في أهل اليمن عن مجاهد، وروى مرفوعا، وقيل في أهل فارس وروي ذلك أيضا مرفوعا. وذكر الشريف المرتضى انها نزلت في أمير المؤمنين ومن
Bogga 59