Tanbih Catshan
تنبيه العطشان على مورد الظمآن في الرسم القرآني
Noocyada
وقوله(¬1): (( وفوق صاد قد أتت غاوينا )) فيه تقديم وتأخير ، أي : وقد أتت غاوينا فوق صاد ، أي : وقد جاءت كلمة غاوينا [من](¬2)فوق سورة صاد ، وهي الكلمة التي في سورة والصافات ، وأراد قوله تعالى : { فأغويناكم إنا كنا غاوين }(¬3).
هذا هو المحذوف ، لأنه هو الذي ذكره أبو داود بالحذف وسكت عن غيره ، فيقتضي ذلك أن غيره من ألفاظ { غاوين } ثابت عنده . ومنه قوله تعالى في سورة الحجر(¬4): { إلا من اتبعك من الغاوين }(¬5)، وقوله تعالى في الشعراء : { وبرزت الجحيم للغاوين } ، وقوله تعالى فيها - أيضا - : { فكبكبوا فيها هم والغاوون }(¬6).
وقوله : (( وفوق صاد )) قيده بالمرتبة ، وهي المرتبة الفوقية ، ولك أن تقول : بل قيده بالسورة ، وهي سورة والصافات ؛ لأن السورة التي هي فوق صاد هي سورة والصافات ، واحترز بهذا التقييد من الحجر والشعراء ، إذ هما ثابتان عنده في السورتين ، وهي ثلاثة ألفاظ في السورتين المذكورتين ، ولم يذكر أبو داود من ألفاظ { غاوين } إلا الذي في سورة والصافات(¬7)، وسكت عن غيره ، فيقتضي ذلك أن غيره ثابت عنده .
وقوله : (( ومثله الحرفان من راعونا )) الضمير في قوله : (( ومثله )) يعود على ما تقدم ، ويصح أن يعود على (( غاوين )) ، تقديره على الأول : ومثل ما تقدم في الحذف الحرفان من راعون ، وتقديره على الثاني : ومثل غاوين في الحذف الحرفان من راعون .
وقوله : (( الحرفان )) يعني الكلمتين ، أطلق الحرف هاهنا على الكلمة .
Bogga 408