Tanbih Catshan
تنبيه العطشان على مورد الظمآن في الرسم القرآني
Noocyada
وأما ولادته : فقد ولد سنة [إحدى](¬5)وسبعين وثلاث مائة ، وعمره ثلاث وسبعون سنة ، وأخذ عنه العلم خلق كثير ، وناس عظيم ، وكان عظيم البركة ، مجاب الدعوة - رضي الله عنه - ونفعنا به بمنه . وكان يقال : أبو عمرو الداني قارئ الأندلس ، وأبو الوليد الباجي(¬6) فقيهها ، وأبو عمر بن عبد البر محدثها(¬1)، رضي الله عنهم .
وأما وفاته : فقد توفي يوم الاثنين في نصف شوال سنة أربع وأربعين وأربع مائة ودفن بعد صلاة العصر ، وحضر جنازته خلق عظيم ، وخرج إلى جنازته كل من في دانية ، ولم يبق أحد إلا وقد خرج من الرجال والنساء ، والكبار والصغار ، والأقوياء والضعفاء ، ولم يبلغ نعشه إلى قبره إلا قرب المغرب ، لكثرة زحام الناس عليه ، وليس بين قبره وداره إلا مسافة قريبة جدا ، ولو كان ما بينهما بعيدا لما دفن تلك الليلة ، ومشى السلطان بن مجاهد(¬2)على رجليه أمام النعش ، وهو يقول : لا طاعة إلا طاعة الله ، لما شهد من كثرة الخلق وازدحام الناس ، وختم الناس عليه القرآن في تلك الليلة واليوم الذي يليها ، أكثر من ثلاثين ختمة ، وبات الناس على قبره أكثر من شهرين .
قوله : (( كتاب المقنع )) يعني المقنع الكبير ، وفيه مقدار ثمانين ورقة صغارا ، والمقنع الصغير أقل من ذلك ، وهو مقدار أربعين ورقة صغارا ، وهما مقنعان ، والمراد هنا الكبير دون الصغير .
Bogga 238