16

ومثال الحال المعنوية : " الحمد لله على كونه عالما " و" الحمد لله على كونه قادرا " . فإن قلت : فما هذا الحمد الذي بدأ به الناظم كتابه هذا ، من أقسام الحمد الستة المذكورة ؟

قلنا : هو الحمد المقيد بإثبات وجود فعل .

وأما فائدة التقسيم [في الحمد إلى الأقسام المذكورة ففائدته](¬1): ليعلم أي المحامد أفضل .

وأما أفضل المحامد ، ففيه خمسة أقوال :

قيل : الحمد المطلق لعمومه ؛ لأن المطلق أعم من المقيد وللأعم مزية على الأخص . وقيل : الحمد المقيد لكثرته في القرآن .

وقيل أفضل المحامد : " اللهم لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك "(¬2)قاله الشافعي(¬3)، لأنه - عليه السلام - كثيرا ما يقوله .

وقيل أفضل المحامد : " الحمد لله حمدا يوافي نعمه ويكافي مزيده " ، حجته أن آدم - عليه السلام - لما أهبط من الجنة ، قال : يا رب علمني حمدا أحمدك به يجمع لي جميع المحامد ، فقال له يا آدم : قل ثلاث مرات بالغداة وثلاث مرات بالعشي : " الحمد لله حمدا يوافي نعمه ويكافي مزيده "(¬4).

Bogga 74