Tanbih Catshan
تنبيه العطشان على مورد الظمآن في الرسم القرآني
Noocyada
فلنرجع إلى كلام الناظم ، فقوله : (( وبعده جرده الإمام )) البيت تقدم معناه .
الإعراب : (( وبعده )) حرف عطف وظرف مخفوض به ، العامل في الظرف جرده ، قوله : (( جرده )) فعل ماض ومفعول ، (( الإمام )) فاعل ، (( في مصحف )) جار ومجرور متعلق بجرده ، (( ليقتدي )) ناصب ومنصوب ، حذفت فتحة الياء للوزن ، وقد تقدم ، والعامل في اللام في قوله : (( ليقتدي )) إذ هي لام الجر في الأصل هو (( جرده )) . (( الإمام )) فاعل . ثم قال :
[10] ولا يكون بعده اضطراب **** وكان فيما قد رءا صواب
قوله : (( ولا يكون )) يصح نصبه عطفا على قوله : (( ليقتدي الأنام )) ، تقديره : ليقتدي الأنام وينتفي الاضطراب ، ويصح رفعه على الاستئناف .
والضمير في قوله : (( بعده )) عائد على التجريد الذي دل عليه قوله في البيت قبله(( جرده )) ، تقديره : ولا يكون بعد التجريد المذكور اضطراب .
والاضطراب : هو الاختلاف وهو ضد الاتفاق ، والاضطراب : افتعال من الضرب في الأرض ، وهو السير فيها ، قال الله تعالى : { وإذا ضربتم في الأرض }(¬1).
ووجه المناسبة بين الاختلاف في القول والضرب في الأرض : أن كل واحد منهما فيه الانتقال ، لأن الضرب في الأرض : هو الانتقال من مكان إلى مكان ، والاضطراب في القول : هو انتقال من قول إلى قول .
ومنه قولك : "اضطرب قول فلان في هذه المسألة" ، تريد أنه لم يثبت على قول واحد فيها ، بل قال فيها قولا ، ثم انتقل(¬2)إلى قول آخر .
Bogga 194