32

Tanbeeh Al-Hajed Ila Ma Waqa Min Al-Nadhar Fi Kutub Al-Amajed

تنبيه الهاجد إلى ما وقع من النظر فى كتب الأماجد

Daabacaha

المحجة

Noocyada

الأيام، فقد تراجع عن تصحيح أحاديث بعدما استبانت له علَّتُها، وتراجع عن تضعيف أحاديث، بعد أن وقع لها على طرق أو شواهد، والكلام فى التصحيح والتضعيف أمرٌ اجتهادى، فلا ينبغى أن يشغب على المخطىء فيه. بعد أهليته - إن ثبت أن أصوله التى يعتمد عليها منضبطةٌ. وسامح الله القائل: إذا كنت خاملًا، فتعلق بعظيم! فقد تعلق كثير من الخاملين الباحثين عن الشهرة بكتب الشيخ الألبانى، وفتشوا فيها رجاء الوقوع على أغلاط له، وظفروا ببعضها، وكانوا محقين فى تعقبها، لكنهم أضافوا إليها أشياءً أخرى عدوُّها غلطًا ووهما من الشيخ، وهم الغالطون عليه، إما لسوء فهمهم وتسرعهم فى فهم كلام الشيخ، وإما لأن الشيخ أجمل الكلام فى هذا الموضوع، فوقع الإشكال وهذا أغلب ما تعقبوا الشيخ به. فذكرنى صنيعهم هذا بما أخرجه الشيخان عن عائشة رضى الله عنها قالت: سأل أناس رسول الله ﷺ عن الكهان؟ فقال لهم رسول الله ﷺ: " ليسوا بشىءٍ " قالوا: يا رسول الله! فإنهم يحدثون أحيانا الشىء يكون حقا؟ قال: " تلك الكلمة من الحق، يخطفها الجنُّى، فيقرُّها فى أذن وليه قرَّ الدجاجة، فيخلطون فيها أكثر من مائة كذبة " اهـ. وقد رأيت بعض الناس تدنَّى فى خصومته للشيخ، وزعم أنه وقع له على مئات الأغلاط التى تصل إلى ألوفٍ، ونشر فى ذلك أكثر من كتاب ليس فيها ما يمدح إلاَّ جودةُ طبعها وحُسنُ حرفها، ودأب على أن يكتب نسبه فى أول الكتاب، وأنه شريفٌ هاشمىٌّ، وقصده معروف لأن الشيخ الألبانى أعجمىٌّ، فهو يفخر عليه بنسبه، وهذه نعرةٌ جاهليةٌ أهدرها الإسلام، مع أننا فى زمان قل فيه العناية بالأنساب، ويستطيع كثير من الأدعياء أن ينسب نفسه إلى من يشاء بلا رقيب، ومع هذا، فإن أبا لهب كان أصح منه نسًا

1 / 33