Hordhac Taariikhda Falsafada Islaamka
تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية
Noocyada
ومنهم عامر بن الظرب العدواني من حكام قيس، وكانت العرب لا تعدل بفهمه فهما، ولا بحكمه حكما، ومن كلماته: «من طلب شيئا وجده، وإن لم يجده يوشك أن يقع قريبا منه، رب زارع لنفسه حاصد سواه، رب أكلة تمنع أكلات.»
ومنهم عبد المطلب بن هاشم جد النبي
صلى الله عليه وسلم ، وكان من حكام قريش، وتؤثر عنه سنن جاء القرآن بأكثرها: كالمنع من نكاح المحارم وقطع يد السارق، والنهي عن قتل الموءودة.
بل قد ذكر المؤرخون أسماء حكيمات من العرب طبيبات وغير طبيبات: كزينب طبيبة بني أود، كانت عارفة بالأعمال الطبية، خبيرة بالعلاج ومداواة آلام العين والجراحات، مشهورة بذلك، قال أبو الفرج الأصبهاني في كتاب «الأغاني»: «أخبرنا محمد بن خلف المرزباني قال: حدثني حماد بن إسحاق عن أبيه عن كناسة عن أبيه عن جده قال: أتيت امرأة من بني أود لتكحلني من رمد كان أصابني فكحلتني، ثم قالت: اضطجع قليلا حتى يدور الدواء في عينيك، فاضجعت ثم تمثلت قول الشاعر:
أمخترمي ريب المنوم ولم أزر
طبيب بني أود على النأي زينبا
فضحكت ثم قالت: أتدري فيمن قيل هذا الشعر؟ قلت: لا، قالت: في والله قيل هذا، وأنا زينب التي عناها، وأنا طبيبة بني أود، أفتدري من الشاعر؟ قلت: لا. قالت: عمك أبو سماك الأسدي.»
ومن حكيمات العرب اللواتي اشتهرن بإصابة الحكم، وفصل الخصومات وحسن الرأي خصيلة بنت عامر بن الظرب العدواني، ولعلها هي التي كان أبوها عامر يقول لها: مسي سخيل بعدها أو صبحي بناء على أنها كانت تسمى سخيلا أيضا. قال الميداني عند شرحه لهذا المثل: «سخيل: جارية كانت لعامر بن الظرب العدواني، وكان عامر حكم العرب، وكانت سخيل ترعى عليه غنمه، فكان عامر يعاتبها في رعيتها إذا سرحت قال: أصبحت يا سخيل، وإذا راحت قال: أمسيت يا سخيل، وكان عامر عي في فتوى قوم اختلفوا إليه في خنثى يحكم فيه، وسهر في جوابهم ليالي؛ فقالت الجارية: أتبعه المبال فبأيهما بال فهو هو، ففرج عنه وحكم به، وقال: مسي سخيل بعدها أو صبحي. أي: بعد جواب هذه المسألة لا سبيل لأحد عليك بعد ما أخرجتني من هذه الورطة، يضرب لمن يباشر أمرا لا اعتراض لأحد عليه فيه.»
وذكر الآلوسي في «بلوغ الأرب» من حكام العرب غير من ذكرنا: حاجب بن زرارة من حكام تميم، وله معرفة تامة بأخبار العرب وأحوالها وأنسابها، وكان من مشاهير فصحاء زمانه، والأقرع بن حابس من حكام تميم، وكان مرجعهم في واقعاتهم ومنافراتهم، كان حكما في الجاهلية وأدرك الإسلام وأسلم، وربيعة بن مخاشن وضمرة بن ضمرة وكلاهما من تميم، وغيلان بن سلمة الثقفي من حكام قيس، وقد أدرك الإسلام، وهاشم بن عبد مناف، وتنافرت قريش وخزاعة إليه فخطبهم بما أذعن له الفريقان بالطاعة، وأبا طالب عم النبي وناصره، والعاص بن وائل والد عمرو بن العاص، وكان من حكام قريش وأدرك الإسلام ولم يسلم، والعلاء بن حارثة القرشي، وربيعة بن حذار الأسدي، ويعمر بن عوف الشداخ الكناني، وكان من حكام كنانة، وصفوان بن أمية، وسلمى بن نوفل وكلاهما من حكام كنانة، ومالك بن جبير العامري، كان من حكام العرب وحكمائهم، ومن كلامه الذي ضرب به المثل: على الخبير سقطت. وعمرو بن جمعة الدوسي، واختلفوا في أنه أدرك الإسلام، والحارث بن عباد الربعي من حكام ربيعة وفرسانها، والقلمس الكناني.
وذكر الآلوسي أنه كانت في نساء العرب جملة اشتهرن بإصابة الحكم وفصل الخصومات وحسن الرأي في الحكومة منهن، هند بنت الخس الإيادية، وجمعة بنت حابس الإيادي، وصحر بن لقمان أو أخته، وحذام بنت الريان وهي القائلة: لو ترك القطا ليلا لنام.
Bog aan la aqoon