Hordhac Taariikhda Falsafada Islaamka
تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية
Noocyada
(1) تعريف علم الكلام
للعلماء في تعريف علم الكلام عبارات مختلفة، كثيرا ما تدل على الاختلاف في وجهة النظر.
ولأبي نصر الفارابي المتوفى سنة 339ه/950م قول في تعريف الكلام وفرق ما بينه وبين الفقه، تفرد به - فيما نعلم - وهو من أقدم ما وصل إلينا من تعاريف هذا العلم، قال في الكلام: «صناعة الكلام: وصناعة الكلام يقتدر بها الإنسان على نصرة الآراء والأفعال المحدودة التي صرح بها واضع الملة، وتزييف كل ما خالفها بالأقاويل، وهذا ينقسم إلى جزءين أيضا: جزء في الآراء وجزء في الأفعال.»
وهي غير الفقه لأن الفقه يأخذ الآراء والأفعال التي صرح بها واضع الملة مسلمة ويجعلها أصولا، فيستنبط منها الأشياء اللازمة عنها.
والمتكلم ينصر الأشياء التي يستعملها الفقيه أصولا من غير أن يستنبط عنها أشياء أخر.
فإذا اتفق أن يكون لإنسان ما قدرة على الأمرين جميعا فهو فقيه متكلم، فيكون نصرته لها بما هو متكلم، واستنباطه عنها بما هو فقيه.
وأما الوجوه والآراء التي ينبغي أن تنصر الملل، فإن قوما من المتكلمين يرون أن ينصروا الملل بأن يقولوا إن آراء الملل وكل ما فيها من الأوضاع ليس سبيلها أن يمتحن بالآراء والروية والعقول الإنسانية؛ لأنها أرفع رتبة منها إذ كانت مأخوذة عن وحي إلهي؛ لأن
1
فيها أسرارا إلهية تضعف عن إدراكها العقول الإنسية ولا تبلغها.
وأيضا فإن الإنسان إنما سبيله أن تفيده الملل بالوحي ما شأنه ألا يدركه بعقله، وما يخور عقله منه، وإلا فلا معنى للوحي ولا فائدة، إذا كان إنما يفيد الإنسان ما كان يعمله
Bog aan la aqoon