Hordhac Taariikhda Falsafada Islaamka
تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية
Noocyada
199
على أني رأيت في كتاب «طبقات الشافعية» للنووي، من نسخة خطية بدار الكتب المصرية، عند ترجمة محمد بن يعقوب بن يوسف أبي العباس السناني النيسابوري المعروف بالأصم المولود سنة 249ه/863م: «و«مسند الشافعي» المعروف ليس من جمع الشافعي وتأليفه، وإنما جمعه من سماعات الأصم بعض أصحابه؛ ولذلك لا يستوعب حديث الشافعي؛ فإنه مقصور على ما كان عند الأصم من حديثه.»
توجيه الشافعي للدراسات الفقهية توجيها جديدا
كان اتجاه المذاهب الفقهية قبل الشافعي إلى جمع المسائل وترتيبها وردها إلى أدلتها التفصيلية، خصوصا عندما تكون دلائلها نصوصا.
وأهل الحديث لكثرة اعتمادهم على النص كانوا أكثر تعرضا لذكر الدلائل من أهل الرأي.
فلما جاء الشافعي بمذهبه الجديد كان قد درس المذهبين ولاحظ ما فيهما من نقص بدا له أن يكمله، وأخذ ينقض بعض التعريفات من ناحية خروجها عن متابعة نظام متحد في طريقة الاستنباط.
وذلك يشعر باتجاهه في الفقه اتجاها جديدا هو اتجاه العقل العلمي الذي لا يكاد يعنى بالجزئيات والفروع .
ويدل على أن اتجاه الشافعي لم يكن إلى تمحيص الفروع ما نقله ابن عبد البر في «الانتقاء» من أن أحمد بن حنبل قال: «قال الشافعي لنا: أما أنتم فأعلم بالحديث والرجال مني، فإذا كان الحديث صحيحا فأعلموني، إن يكن كوفيا أو بصريا أو شاميا أذهب إليه إذا كان صحيحا.»
200
وطريقة علاجه للعلم تدل على منهجه، قال محمد ابن أخت الشافعي عن أمه قالت: «ربما قدمنا في ليلة واحدة ثلاثين مرة أو أقل أو أكثر المصباح بين يدي الشافعي، وكان يستلقي ويتذكر ثم ينادي: يا جارية، هلمي مصباحا، فتقدمه، ويكتب ما يكتب، ثم يقول: ارفعيه، فقيل لأحمد: ما أراد برد المصباح؟ قال: الظلمة أجلى للقلب.»
Bog aan la aqoon