============================================================
للتمهيد فى اصول الدين للعبد البتة لكان الله تعالى هو اللمطيع العاصى المثاب المعاقب المجزى بصنعه، وذلك كله كفر وضلال، وكذا بعيد فى العقل محال أن يأمر أحذ نفسه وينهاها، ويتيبها ويعاقبها، وكذا محال أن يكون الله تعالى سفيها جايرا ظالما وقد سى الله تعالى بذلك الذين نهاهم، فلو كان الفعسل منه والنهى له لكان الموصوف بذلك كله هو الله تعالى، وللقول به كفر. ثم ان كل أحد يعرف بطريق الضرورة الفرق بين ما هو مختار وله فيه صنع وبين ما هو فيه مضطر، فمن سؤى بين الأمرين فقد عرف بطلان قوله بالضرورة على أنه لا معنى لاشتغال من هذا قوله بمناظرة خصومه؛ إذ هى بكون القول ولا قول له، بل الله تعالى هو الذى ينساظر، ويسأل ، ويجيب، ولا صنع للعبد فيه!ا وبطلان هذا ثابت فى البداية، وإذا كان الأمر كذلك لا معنى لإطالة الكتاب بالاشتغال بمحاجتهم مع أن أهل هذه المقالة قد انقرضوا عن آخرهم، وكفينا مؤنة مجادلتهم، وبالله العصمة والتوفيق.
والمعتزلة يتعلقون بالأمر والنهى، والوعد والوعيد، والثواب والعقاب، ويقولون: اللو كان الله تعالى هو الذى تولى تخليق أفعال الخلق الصار هو المامور المنهى المثاب المعاقب، ولكان هو المطيع العاصى، وكذا الذم والحمد على أفعال للخلق ينبغى أن يكونا عائدين إليه إذ هو الموجد لهما، وكذا يقولون: دخول مقدور واحد تحت قدرة قادرين محال اعتبارا بالشاهد الذى هو دليل الغائب، فلو كان أفعال الخلق داخلة تحت
Bogga 96