============================================================
السهيد لى أصول الدين سم قائم به وهو محال؛ لأن التكوين لو كان قائما بمحل لكان المكون .
الخالق ما قام به التكوين لا الله تعالى كما فى سائر الأعراض، ولأن هذا مما يستحيل فى الأعراض لما أن قيام التكوين بالعرض محال، فلم تكسن الأعراض على هذا مخلوقة لله تعالى وهو باطل. وإما أن حدث فى ذات الله تعالى كما تقول الكرامية وهو باطل؛ لأن القديم لن يكون محلا للحوانث لما مر أن قيام الحوادث بذات دليل حدوث ذلك الذات، وذات الله تعالى منزة عن للحدوث وثبوت دليل الحدوث فى حقه ممتتع، والله ولى التوفيق.
والذا ثبت بما مر من الدلائل أن التكوين غير المكون ولمتتعت جهات حدوثه ثبت أنه أزلى، ولما كان الله تعالى به مكوتا دل أنه سبحانه قائم بذاته فصح ما ادعينا من كون التكوين صفة ازلية لله تعالى، ولا يقال: إن قذم التكوين يوجب قذم المكون؛ إذ التكوين ولا مكون كالضرب ولا مضروب، والكسر ولا مكسور، وهذه هى (1) الشبهة التى أزلت صماء نا عن الصواب. لا يقال هذا لأنه كلام منتاقض لأن ما تعلق تكوته بالتكوين يكون حادثا ضرورة إذ المخث هو الذى يتعلق حدوثه بغيره فأما القديم فهو مستغن فى وجوده عن غيره، وإذا كان حادثا كان محالا أن يقتضى غيره قدمه، فإذا هذه شبهة صدرت عن الجهل. تحقيقه: القديم والمحدث، ثم يقال للخصوم: ماذا تزعمون أن حدوث العالم هل له (1) فى المخطوط (فى).
Bogga 57