============================================================
ن التمهيد ل أصول للدين فصل فى أن التكوين غير المكؤن وأن التكوين أزلى وأنه تعالى لم يزل به خالقا قال - رضى الله عنه: التكوين والتخليق وللخلق والإيجاد والإخاث والاختراع والإبداع أسماء مترادفة يراد بها كلها معتى واحد وهو : إخراج المطوم من العدم إلى الموجود. فتختص لفظة التكوين بالذكر لجريان التعارف بين أئمتتا الماضين(1) - رحمهم الله تعالى - فى استعمالها، فنقول: التكوين صفة لله تعالى أزلية قائمة بذاته كالحياة والعلم والقدرة والسمع والبضر، وهو : تكوين العالم ولكل(2) جزء من أجزائه لوقت وجوده، كما أن إزادته صفة ازلية تتعلق بها المرادات لوقت وجودها على الترتيب والتوللى، وكذا قدرته الأزلية مع مقدور اتها، فكان العالم وكل جزء من أجزاثه مخلوقا لله تعالى؛ لدخولها تحت تكوينه الذى هو الخلق وحصولها به ؛ كما هى معلومة لله تعالى؛ لدخولها تحت علمة الأزلى، وهذا لأنا اثبتتا بالدليل أن العالم محدث، والله تعالى مطدته على ما قررنا، ولن يكون العالم مدثا له إلا وأن يكون حصوله بإحداثه، ولو لم يكن الإحداث صفة لله تعالى لما كان العالم حادثا فلم يكن محدثا مخلوقا له. وقول أكثر (1) فيكون هذا من قبيل الاصطلاح العرفى بينهم، وهو اتفاق بين طلفة معينة على لفظ متحى اطلق اتصرف للمضى إليه.
(2) أى: وتكوين لكل، قالكلام على حذف مضاف واقامة المضاف الليه مقامه.
Bogga 51