============================================================
السهيد شح معالمر العدل والترحيل والجواب أنا لا نسلم أن من قدر على صفة الذات من غير واسطة يجب أن يكون قادرا على إيجاد الذات ولا من قدر على صفة من صفاتها يكون قادرا على سائر أوصافها، فما دليلكم على ذلك ؟
قالوا: دليلنا الكلام، قلنا: الكلام على ما ذكرتموه من حيث الاجمال والتفصيل: أما الاجمال فإنه لا يلزم من ثبوت حكم في عدة من الصور ثبوته على الاطراد فضلا عن ثبوته في صورة واحدة، وهذا نفس ما اعتمدوه فإن ما ادعيتموه لا يوجد إلا في صورة الكلام، وهي صورة واحدة، فكان باطلا.
وأما التفصيل فلا نسلم أن للكلام بكونه أمرا وخبرا صفة حتى نفرض من قدرتنا عليها قدرتنا على ذات الكلام، فما دليلكم عليه ؟ قالوا: اتخاذ هذه الصيغة على أنها تكون خبرا عن زيد دون غيره من الزيدين يدل على أن الصيغة بكونها خبرا تتميز بها حتى تكون خبرا عن أحدهما دون الآخر. قلنا: هذا باطل من وجوه: أما أولا فلم لا يجوز أن يكون التميز راجعا إلى مجرد إيجاد الصيغة لغرض مخصوص بحسب داعية المخبر، فلأجل اختلاف الدواعي اختلفت الإضافات.
وأما ثانيا فهو أن هذه الصفة التي هي الخبرية إما أن تكون ثابتة لمجموع الحروف أو لكل حرف من حروف الصيغة، وباطل أن تكون ثابتة لمجموع الأحرف؛ لأن مجموعها لا ال وجود له أبدا، وإنما الموجود منها حرف واحد، وباطل أن تكون ثابتة لكل حرف من حروفها؛ لأن هذا يلزم أن يكون كل حرف منها خبرا، وهو محال:
Bogga 146