============================================================
الشهيد شح معالمر العدل والنوحيل وأما ثانيا فلم قلتم إن ذلك محال ؟ قالوا: يلزم منه صحة طلبه للجهل بدلا عنه. قلنا: نريد أن اكتساب الجهل بذلك المعلوم معلوم من وجه آخر، والأول غير لازم والثاني نسلم ولا يضرنا أن يكون عالما به من وجه وجاهلا به من وجه آخر.
والمذهب الثاني زعم أن الله تعالى قادر على أن يحرك الجوهر إلى الجهة التي يقدر العبد على تحريكه إليها ولكن الحركة التي يفعلها العبد لا تكون مماثلة للحركة التي يفعلها الله تعالى واحتج عليه بأن فعل العبد إما سفه وإما تواضع، ويستحيل أن يكون مقدور الله تعالى كذلك، فإذن الله تعالى غير قادر على مثل مقدور العبد.
وخالفه في ذلك جماهير المعتزلة وأجابوا عن حجته بأن قالوا: إن كون فعل العبد عبثا وسفها وتواضعا اعتبارات عارضة بسبب قصد العبد وداعيته، والاختلاف في العوارض المفارقة لا يوجب اختلافا في الحقيقة والماهية.
الفصل السابع في العلة والمعلول ذهب نفاة الأحوال إلى أن الكون نفس الكائنية وأن العلم نفس العالمية وهكذا القول في جيع الأعراض، وأما مثبتو الأحوال فبعضهم قد ذهب إلى أن الكائنية حالة معللة بالكون والأسودية حالة معللة بالسواد، وطرد ذلك في جميع الأعراض كلها.
وهذا القول يحكى عن بعض المتأخرين من الأشعرية وهو الباقلاني منهم، وأما أبو هاشم ففصل القول فيها وقال: أما الأعراض المشروطة بالحياة فإنها توجب أحوالا للجملة كالقدرة والعلم والحياة، فالقدرة تقتضي لجملة البدن حالة هي القادرية، والعلم يقتضي
Bogga 144