============================================================
الشهيد شرح معالمر العدل والتوحيل غير العبد، ولا يمكن أن يقال: لو كان كذلك لصح من ذلك الغير ألا يخلق تلك الأفعال عقيب توفر الدواعي أو يخلقها عقيب حصول الصوارف؛ لأنا نقول: إن الموجد لتلك الدواعي هو الله تعالى. وإذا كان كذلك فلم لا يجوز أن يقال: إن تلك القدرة والداعية وإن كانتا غير مؤثرتين في وجود الفعل ولكنه يستحيل انفكاكهما عن ذلك الفعل، والفاعل للشيء لا يمكنه أن يفعل ذلك الشيء عاريا عما يلازمه؛ فلأجل ذلك يستحيل من الله تعالى أن لا يوجد ذلك الفعل عقيب توفر الدواعي، كما أنه متى خلق الجوهر استحال منه ألا يخلق الكون الملازم له، فهذا ما يتوجه على هذه الطريقة.
المسلك الثالث القول بأن الله تعالى خالق لأفعال العباد يسد باب معرفة إللهية الصانع والعلم بصحة النبوة وكونه صادقا في إخباره ومعرفة صحة الشريعة ويفضي إلى خرق الاجماع.
وجامعها آمور خمسة: الأول بطلان معرفة إلهية الصانع؛ لأن الإله من تحق له العبادة، وإنما تحق له العبادة لمكان نعمته، ومع القول بكونه خالقا للقبيح وموجدا له ومضافا إليه لا يمكنهم القطع بكونها عماء التجويز ألا يريد وجها بل يكون عبثا أو ألا يريد بها وجه الإحسان.
والثاني بطلان النبوة؛ لأنه تعالى إذا كان فاعلا لكل القبائح لم يمتنع عن إظهار المعجز على الكذابين، ومتى لم يقطع بامتناع ذلك لم يقطع بصحة النبوة، وحينئذ يتعذر علينا الفرق بين النبي والمتنبئ.
الثالث وهو أنه يلزم سد باب الوثوق بوعده ووعيده؛ لأنه إذا جاز أن يخلق القبائح جاز أن يكذب في إخباره، فلا تقع الثقة بشيء منها.
Bogga 130