123

============================================================

السهيد شح معالمر العدل والنرحيل المنفعة في شرب الماء حال عطشه ولم يمنعه مانع فإنه يقع منه الشرب لا محالة، ومتى علم ما عليه من المضرة في الدخول في النار فإنه لا يدخل فيها، وإذا كان الموجد للشيء هو الذي يحدث منه الفعل موافقا لدواعيه وثبت أن العقلاء قد تقرر في بدائه عقولهم أن العبد حاله كذلك علمنا أن علمهم بكونهم محدثين لأفعالهم علم ضروري: وثانيها أن العقلاء يعلمون بالضرورة حسن ذم المسيء إليهم ومدح المحسن ويعلمون قبح الذم والمدح على كونه طويلا أو قصيرا على طول القامة وقصرها وسواد الوجه وبياضه وأن السماء فوقه والأرض تحته، ولولا علمهم الضروري بكون العبد محدثا لما علموا حسن ذمه ومدحه بالضرورة على أفعاله وقبح مدحه وذمه على ما لا تعلق له به؛ لأن العلم باستحسانهم لمدحه وذمه فرع على العلم بحدوث ذلك منه، والعلم بالفرع إذا كان ضروريا فالعلم بالأصل يكون ضروريا لا محالة، ولظهور ذلك عند العقلاء حصل العلم به للمراهقين، فإن أحدنا لو رمى مراهقا بحجر تؤلمه فإنه يذم الرامي دون الحجر، ولولا علمه الضروري بكون الرامي فاعلا دون الحجر لما استحسن ذم الرامي دون الحجر.

وثالثها أن الواحد منا يجد من نفسه ومن غيره إذا طلب من غيره فعلا فإنه يطلبه منه طلب عالم بأنه هو الذي يحدث ذلك، وهذا فإنه يتلطف في استدعاء الفعل منه بكل لطف ويعظه ويزجره ويحتال بكل حيلة ويعده ويتوعده على تركه وينهاه عن فعل ما يكرهه اا و لومه ويعنفه ويتعجب من فعله ويعجب العقلاء، ويعلل ذلك بأنه فعله. ونجد من أنفسنا الفرق الضروري بين أمره بالقيام والقعود وبين آمره بايجاد السماء وتناول الكواكب، ولولا أن العلم الضروري حاصل بكوننا موجدين لأفعالنا لما صح ذلك.

فهذه الوجوه كلها منبهة على أن العلم الضروري حاصل بكوننا موجدين لأفعالنا مؤكدة لكون العلم ضروريا بصحة الايجاد. ولهم على هذا المسلك أسئلة أربعة:

Bogga 123