120

============================================================

الشهيد شح معالمر العدل والتوحيل والعلل، كما سنوضحه في الفرق بين القادر والموجب، فإذا تقرر أن القديم تعالى قادر وأن القادر من معقوليته الاختيار كان قادرا على خلاف معلومه.

وثالثها أن أبدان الروم محتملة للسواد كاحتمالها للبياض، فيجب أن يكون قادرا على خلق السواد فيها بدلا عن البياض، وكذلك أبدان الزنج يجب أن يكون قادرا على خلق البياض فيها بدلا عن السواد، وإلا أدى إلى تعجيزه عن بعض الممكنات، وفي ذلك قدرته على خلاف معلومه.

احتج عباد ومتبعوه بأن وجود ما علم الله أنه لا يكون محال، والمحال لا يكون مقدورا.

وانما قلنا إن وجود ما علم الله أنه لا يكون محال؛ لأن ذلك الشيء لو وقع لم يكن معلوم الله تعالى على ما تعلق به علم الله، فيلزم منه محالان: أحدهما انقلاب علمه جهلا؛ لأن علم الله تعالى لا بد أن يكون متعلقا إما بوجود ذلك الشيء وإما بعدمه، ونحن وإن كنا لا نعلم كيفية ذلك التعلق على التعيين إلا أنا نعلم أن ال ذلك التعلق في نفسه لا بد من كونه واقعا على أحد الوجهين على التعيين، فإذا قدرنا ألا يقع المعلوم على ذلك الوجه الذي تعلق به ذلك العلم لزم انقلاب علمه جهلا.

و ثانيهما تغير الشيء عما كان عليه في الماضي. وكلاهما محال، فثبت أن وقوع ما علم الله أنه لا يقع محال، والمحال لا يكون مقدورا.

وجوابه من وجهين: أحدهما أنا لا نقول: إن علمه تعالى يتغير في الأزل عما كان عليه، بل نقول: إنا متى فرضنا وقوع الشيء الذي فرضنا أن علم الله تعالى كان متعلقا بعدم وقوعه فإنا نتبين أن علم الله تعالى ما كان متعلقا في الأزل بعدم وقوعه بل كان متعلقا بوقوعه؛ لأن العلم تابع

Bogga 120