============================================================
النسهيد شح معالمر العدل والنوحيل لأحدهما دون الآخر ومن ثبتت له فليست مختصة بالآخر على حال، وهذا أيضا ليس باتحاد.
وثالثها أن يقال: إن ذات الله تعالى متحدة بنفس عيسى الناطقة. وهذا لا يخلو أيضا إما أن يكون اللاهوت قد أبطل الناسوت فإذن عيسى يجب أن يكون إلها محضا ويبطل ناسوته، وعندهم أن ناسوته باق، فإما أن يكون الناسوت قد أبطل اللاهوت وهذا يوجب أن يكون عيسى إنسانا محضا ويبطل لاهوته، وهذا يخالف قوهم، وإن كان كل واحد منهما قد أبطل الآخر فحينيذ يكون عيسى خارجا عن الناسوت واللاهوت؛ لأنهما قد بطلا جميعا، وإن كانا حاصلين معا فلم يتحدا؛ لأن معقول الاتحاد أن يحصلا ذاتا واحدة، وهما ذاتان.
ورابعهما أن يقال: إن صفة الله تعالى اتحدت بنفس عيسى الناطقة، وهو باطل أيضاب لأن حاهما عند الاتحاد إن ثبتا فهو محال؛ لأن الصفة لا يمكن قيامها بموصوفين، وإن بطلا فلم يتحدا وإن ثبت أحدهما دون الآخر فليس باتحاد.
الثاني الحلول وهو لا يخلو من الوجوه الأربعة: إما أن يكون حلول ذات الله تعالى أو صفة في بدن عيسى، وإما أن يكون حلول ذات الله أو صفته في نفس عيسى الناطقة، وكلها باطلة؛ لأن الحلول على أي وجه وقع إنما هو من سمات الحوادث والأمور التابعة للأجسام، والله تعالى يتعالى عن ذلك كله كما سيأتي شرحه عند الكلام في التشبيه إن شاء الله تعالى.
Bogga 110