107

============================================================

الشهيد ش معالمر العدل والنوحيل ثم اختلفوا فقالت اليعقوبية(1): المراد منه الممازجة، فيصير منهما شيء ثالث كما تمتزج النار بالفحم فحصل منهما الجمر الذي ليس بنار ولا فحم، ولذلك قالوا: المسيح جوهر من جوهرين وأقنوم من أقنومين لاهوت وناسوتي.

وقالت النسطورية(2). معنى الاتحاد هو أن الكلمة خلقته هيكلا وأدرعته أدرعا. ولذلك قالوا: المسيح جوهران أقنومان.

ومنهم من قال: الاتحاد وقع بعيسى كما يتحد الوجه بالمرآة من غير أن يكون قد انتقل الوجه إلى المرآة.

ومنهم من قال: الاتحاد هو أنها ظهرت آثار الكلمة على عيسى: وأما الأرمنوسية منهم فإنهم زعموا أن عيسى كان عبد الله تعالى ولكنه اتخذه ابنا على سبيل التشريف كما اتخذ إبراهيم خليلا لنفسه على سبيل التشريف. فهذه خلاصة ما نقل من مذهبهم. واعلم أنا قبل الاشتغال بالرد عليهم فلا بد من البحث عن أمرين: أحدهما في حقيقة الإنسان الكلي والجزئي: والثاني كيفية وجودهما.

- اليعقوبية من فرق النصارى تزعم أن المسيح هو الله تعالى نفسه وأن الله مات وصلب وقتل وأن العالم بقي ثلاثة أيام بلا مدبر، ثم قام ورجع كما كان، وأن الله تعالى عاد محدثا وأن المحدث عاد قديما، وأنه تعالى هو كان في بطن مريم محمولا به، وهو مذهب عامة أهل مصر وجميع النوبة وجميع الحبشة. ابن حزم: الفصل في الملل والنحل .112/1 2- النسطورية من فرق النصارى قالوا: إن مريم لم تلد الاله وإنما ولدت الإنسان وإن الله تعالى لم يلد الانسان وانما ولد الإله، وقالوا: إن الإتسان إنسان والاله إله وزعموا أن الموت والصلب إنما وقع على الناسوت خاصة: ابن حزم: الفصل في الملل والنحل 117/1.

Bogga 107