وَقد أجمع الْعلمَاء على أَن من بلغته دَعْوَة الرَّسُول ﷺ أَن حجَّة الله قَائِمَة عَلَيْهِ وَلَيْسَ المُرَاد بِقِيَام الْحجَّة أَن يفهمها الْإِنْسَان فهما جليا كَمَا يفهمها من هداه الله ووفقه وانقاد لأَمره فَإِن الْكفَّار قد قَامَت عَلَيْهِ حجَّة الله مَعَ إخْبَاره بِأَنَّهُ جعل على قُلُوبهم أكنة أَن يفقهوا كَلَامه
وَقد ذكرنَا هَذَا مَبْسُوطا فِي كشف الشبهتين وَفِي كشف الأوهام وَهَذَا يبين لَك خطأ أَخِيك فِي قَوْله فَقُلْنَا هَذَا الصِّنْف لَا يكفرون حَتَّى تُقَام عَلَيْهِم الْحجَّة لأَنهم عوام لم يفهموا مَعَاني الْقُرْآن وَلم يكن لَهُم معرفَة واطلاع بالتفاسير وَلَا بمنازعة أهل السّنة وَالْجَمَاعَة لعلمائهم الَّذين أضلوهم
فَقَوله هَذَا كُله خطأ مَحْض فَإِن هَذَا لَا يشْتَرط فِي قيام الْحجَّة فَإِن قيام الْحجَّة وبلوغها نوع وفهمها نوع آخر كَمَا قَالَ الشَّيْخ مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب ﵀ لما سُئِلَ عَن هَذِه الْمَسْأَلَة فَأجَاب السَّائِل بقوله
هَذَا من الْعجب العجاب كَيفَ تشكون فِي هَذَا وَقد وضحته لكم مرَارًا فَإِن الَّذِي لم تقم عَلَيْهِ الْحجَّة هُوَ الَّذِي حَدِيث عهد بِالْإِسْلَامِ وَالَّذِي نَشأ ببادية بعيدَة أَو يكون ذَلِك فِي مَسْأَلَة خُفْيَة
1 / 137