(٢٩) وقال عمرو بن هميل اللحياني
" من الوافر ":
ألا من مبلغ المعبيَّ عني ... رسولًا أصلها عندي ثبيتُ
وقد قال الفراء في قول الشاعر " من الكامل "
لو كان في قلبي كقدرِ قُلامقٍ ... حبًا لغيرك قد أتاها أرسلي
إنه إنما كَسَّر رسولًا على أرسل، لأنه ذهب بالرسول هنا إلى المرأة، وذلك إن أكثر من يرسل في هذا المعنى النساء دون الرجال، فلما أراد المرأة غلَب فيه معنى التأنيث فكسَّرَ " فَعُولًا " على " أَفْعُل "، و" أفْعُل " مما يكسَر عليه هذا النحو نحو: أتان أتُن وعُقاب وأعْقُب وعناق وأعنق ولسان والسُن، وإذا كان الرسول بمعنى الرسالة فقد كفينا هذا التمحُّل والتطلّب فلتقل إنه كسَر رسولا على أرسُل؛ لأن الرسول ههنا الرسالة وهو مؤنث البتة، وقد ذكرت في أول هذا الكتاب طرفا مما حمل من هذا النحو على معناه دون لفظه كقوله " من الطويل ":
فكان مجني دون من كنت أتقي ... ثلاث شخوصٍ كاعبانِ ومعصرُ