قال: وكل اسم فهو: إما حقيقى، وإما دخيل فى اللسان، وإما منقول نادر الاستعمال، وإما مزين، وإما معمول، وإما معقول، وإما مفارق، وإما مغير. فالحقيقى هو الاسم الذى يكون خاصا بأمة أمة. والدخيل هو الذى يكون لأمة أخرى فيدخله الشاعر فى شعره، وذلك مثل: الاستبرق والمشكاة وغير ذلك من الأسماء الأعجمية الدخيلة فى لسان العرب. وأما الاسم النادر المنقول فهو نقل اسم غريب: إما من النوع إلى الجنس مثل تسمية القتل موتا، وإما من الجنس إلى النوع مثل تسمية النقلة حركة، وإما من نوع إلى نوع آخر مثل تسمية الخيانة سرقة، وإما أن ينقل شىء منسوب إلى ثان إلى شىء ثالث منسوب إلى رابع مثل نسبة الأول إلى الثانى، مثلما كان يسمى بعض القدماء الشيخوخة: «عشية العمر»، ويسمى العشية : «شيخوخة النهار». وذلك أن نسبة الشيخوخة إلى العمر نسبة العشية إلى النهار.
وأما الاسم المعمول المرتجل فهو الاسم الذى يخترعه الشاعر اختراعا ويكون هو أول من استعمله. وهذا غير موجود فى أشعار العرب، وإنما يوجد ذلك فى الصنائع الناشئة. وأكثر ما فى الصنائع هو منقول لا معمول مخترع. وربما استعمله المحدثون من الشعراء على طريق الاستعارة، أعنى المنقول إلى الصنائع. مثل قول أبى الطيب:
إذا كان ما تنويه فعلا مضارعا مضى، قبل أن تلقى عليه الجوازم
وربما استعملوا تصريفا لم يستعمل قبل، مثل قوله:
تفاوح مسك الغانيات ورنده
Bogga 237