151

============================================================

الفن الثالث علم البديع لو رأى الله أن في الشيب خيرا جاورته الأبرار في الخلد شيبا كل يوم ثبدي صروف الليالي خلقا من أبي سعيد غريبا ومنه: ما يقرب من التخلص، كقولك بعد حمد الله تعالى: لأما بعذا. وقيل: هو فصل الخطاب، وكقوله تعالى: هذا وإن للطاغين لشر مآب} (ص:5ه) أي الأمر هذا ، أو هذا كما ذكر، وقوله تعالى: {هذا ذكر وإن للمتقين لحسن مآب} (ص:49). ومنه قول الكاتب: "هذا باب1. وثالثها الانتهاء، كقوله: وإني جدير إذ بلغتك بالمنى وأنت ما أملت منك جحدير فإن تولني منك الجميل فأهله وإلا فإني عاذر وشكور وأحسنه ما آذن بانتهاء الكلام، كقوله: بقيت بقاء الدهر يا كهف أهله وهذا دعاء للبرية شامل وجميع فواتح السور وخواتها واردة على أحسن الوجوه وأكملها، يظهر ذلك بالتأمل مع التذكر لما تقدم.

أما بعد: فهو اقتضاب من حهة الانتقال من الحمد والثناء إلى كلام آخر من غير ملايمة، لكنه يشبه التخلص حيث لم يؤت بالكلام الآخر فحاق من غير قصد إلى ارتباط وتعلق بما قبله، بل قصد نوع من الربط على معنى: مهما يكن من شيء بعد الحمد والثناء؛ فإنه كان كذا وكذا.

هو إلخ: قال علماء البيان: إن فصل الخطاب هو أما بعد؛ لأن المتكلم يفتتح كلامه في كل أمر ذي شأن بذكر الله وتحميده فإذا أراد أن يخرج منه إلى الغرض المسوق له، فصل بينه وبين ذكر الله تعالى بقوله: أما بعد.

وإن إلخ: هو اقتضاب، فيه نوع مناسبة؛ لأن الواو للحال، ولقظ "هذا" إما خير مبتدأ محنوف أي الأمر هذا، أو مبتدأ محذوف الخير أي هذا كما ذكر: قول الكاتب: هو مقابل للشاعر، (أي قوله] عند الانتقال من حديث إلى آخر: هذا باب؛ فإن فيه نوع ارتباط حيث لم يتدأ الحديث الآخر بغتة. الانتهاء: أي المواضع التى ينبغى للمتكلم أن يتأنق فيها. أحسن الوجوه: من البلاغة، لما فيها من التفنن وأنواع الإشارة، وكوفا يين أدعية ووصايا، ومواعظ وتحميدات وغير ذلك مما وقع موقعه. لما تقدم: من ذكر الأصول والقواعد المذكورة في الفتون الثلاثة.

Bogga 151