Talhis Kitab al-Istigatat

Ibn Kathir d. 774 AH
167

Talhis Kitab al-Istigatat

تلخيص كتاب الاستغاثة

وهكذا الغالية في الشيوخ بهذه المنزلة ولا سيما القادرية والأحمدية وكذلك كل غال كالذين يستغيثون بالموتى أو الغائبين والذين يطلبون حوائجهم من المقبورين ويجعلونهم وسائط ووسائل وشفعاء في قضاء تلك الحوائج بلا علم يدل على ذلك ويشرعون دينا لم يأذن به الله إذا ذكر لهم المشروع في حقهم من الدعاء لهم عند زيارة قبورهم وغيرها والصلاة والسلام من أنواع الدعاء وأن ذلك تضاعف لهم به الرحمة والبركة وتضاعف أيضا للداعي الرحمة والبركة وأن سؤالهم شرك وغلو زعموا أن هذا تنقض بهم وسب لهم وإنما هو نقص لما في نفوس من غلا فيهم وأنزلهم عن منازلهم وفيه من الحمد لهم والرحمة والبركة ما لا يحصل لهم بما يفعلونه من الكذب والإشراك والله يقول الحق وهو يهدي السبيل

وأما كون موسى وعيسى وجيهين عند الله كما قال تعالى

﴿وكان عند الله وجيها

وقال عن عيسى

﴿إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين

فذلك لا يوجب الغلو فيهما ولا في غيرهما من الرسل والأنبياء والصالحين ولا يبيح أن تبتدع لهم عبادة ودعاء لم يأذن الله فيه ولا أن ينقص من حقوقهم ومنازلهم التي أنزلهم بها والله تعالى لم يأذن لنا أن نسأل ميتا حاجة لا نبيا ولا غيره ولا يطلب منه جلب منفعة ولا دفع مضرة ولا أن نقصد بزيارة قبره إجابة دعائنا بل شرع لنا الإيمان بهم وبما جاؤوا به والسلام عليهم

فالذي شرع لنا قي حق الرسل فيه تحقيق توحيد الله وحده وتحقيق طاعتهم وفيه مزيد الرحمة لهم ورفعة الدرجة والرضوان لنا ولهم

Bogga 229