Talhis Kitab al-Hass wa-al-mahsus li-Aristu
تلخيص كتاب الحاس والمحسوس لأرسطو
Noocyada
ومن الدليل على ان سبب طول العمر انما هو كثرة الحرارة والرطوبة وغلبتها على المزاج مع استيلا الحرارة على الرطوبة، وبالجملة القوى الفاعلة على المنفعلة ان ضد الحياة الموت، والموت انما هو برد ويبس. واذا كان علة الموت بردا يابسا، فعلة الحياة حرارة ورطوبة. ولذلك كان مزاج الشباب حارا رطبا ومزاج الشيوخ باردا يابسا. ومن الدليل على ذلك ان الذبن يكثرن الجماع اقصر اعمارا من الذين يقلونه. والخصيان اطول اعمارا من غير الخصيان. والشيوخ الذين هم اكثر لحما اطول اعمارا من الذين لحمهم قليل، لان علة كثرة اللحم الحرارة والرطوبة. ولقلة الجماع كان البغل اطول عمرا من الفرس والحمار مع انه متولد عنهما. والاناث اطول اعمارا من الذكور. والذين يسكنون البلاد الحارة الرطبة اطول اعمارا من الذين يسكنون البلاد الباردة اليابسة. وانما تطول اعمار هذه البلاد لسبب عرضى وهى قلة العفن. والحيات والهوام التى تكون فى جزائر البحر الكثيرة الرطوبة والحرارة، اطول اعمارا من الحيات والهوام التى تكون فى المواضع الحارة اليابسة او الباردة الرطبة. وكذلك الناس، اعنى ان اهل الجزائر البحرية اطول اعمارا من اهل البرارى، والحيوان البحرى اطول عمرا من البرى، لان ماء البحر حار رطب. ولذلك كان الحيوان البحرى اسمن من البرى. وبالجملة كل ما كان احر وارطب، كان اقل اسراعا الى اليبس، وكل ما كان اكثر ارضية، كان اشد اسراعا الى اليبس. فالسبب الحافظ لبقاء الحيوان فى ذاته انما هو وفور الحرارة والرطوبة فى مزاجه، وكون القوى الفاعلة فيه قاهرة للمنفعلة. فهذه الاسباب الحافظة للحيوان فى ذاته.
Bogga 102