يقول «عبد العليم» إن قطة بيضاء اللون لزقت له وصارت تشاركه الفراش. وفي يوم رآها تقف على ساقيها الخلفيتين ويأخذ طولها بالتمدد ثم خلعت فراءها فكشفت عن فتاة غاية في الجمال. سألها عن اسمها فقالت إنه «زراكش». شرعت ترقص له ثم طلبت أن تتزوجه قائلة إنها مسلمة مثله.
يستفسر أبي عن الجزار المختفي. يقول «عبد العليم» إنه تزوج على امرأته. يسأل أبي: بنت بنوت؟ لا. مطلقة تزوجت من قبله ثلاثة رجال. ترك الدكان لابنه وانتقل من الحي. يقول إن «أم نظيرة» جاءته اليوم وتوسلت إليه. هي مستعدة تقبل جزمته لتعود. يقول أبي في حسم: لا. مش عايزها. يستفسر «عبد العليم»: جربت مكتب التخديم؟ يقول أبي إنه لا يطمئن إلى بناته. ثم إن صاحب المكتب يأخذ عمولة كبيرة .
يدخل الدكان رجل أسمر أنيق بقميصه الأبيض ياقة منشاة وفوق رأسه طربوش مائل ناحية اليسار. يرحب به شيخ الحارة: أهلا «رأفت» أفندي. يأخذني أبي فوق ركبتيه ليجلس «رأفت» مكاني. يقول إنه دافع اليوم عن امرأة مهددة بالإعدام. عمرها ثلاث وعشرون سنة ومتزوجة من عجوز تجاوز الستين. نقلوه إلى المستشفى في حالة قيء.
يسأل «عبد العليم»: كوليرا؟
يهز المحامي رأسه: لا، الكوليرا الوقت في إجازة لغاية الصيف. - أمال إيه؟
يقول المحامي إن العجوز اتهم زوجته بمحاولة تسميمه لتتخلص منه وتتزوج بشاب في سنها. وأثبت الطبيب الشرعي أن الشيخ تناول كمية من الويسكي ممزوجة بزيت الكافور.
يتوقف المحامي ويقول: كل الأدلة ضد البنت. وكانت حتروح أونطة لولا إني سألت العجوز ثلاثة أسئلة.
يرددون جميعا في صوت واحد عدا أبي: إيه هي؟
يقول: سألته إذا كانت عادته أن يدهن ساقه بزيت الكافور قبل النوم. الراجل قال أيوه. سألته عن مكان قزازة الكافور. قال على الكوميدينو جنب السرير. سألته: وفين كانت قزازة الويسكي؟ قال: جنب الكافور.
يتطلع إلينا مزهوا: المحكمة استدلت إن الراجل لما سكر صب من الكافور بدل الويسكي.
Bog aan la aqoon