144

Takmilaadda kitaabka Xiriirka

التكملة لكتاب الصلة

Baare

عبد السلام الهراس

Daabacaha

دار الفكر للطباعة

Goobta Daabacaadda

لبنان

وَمن الغرباء ٤٥٥ - إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد الشَّيْبَانيّ من أَهْل بَغْدَاد وَسكن القيروان يكنى أَبَا اليُسْر وَيعرف بالرياضي كَانَ لَهُ سَماع بِبَغْدَاد من جلة الْمُحدثين وَالْفُقَهَاء والنحويين لَقِي الجاحظ والمبرد وثعلبا وَابْن قُتَيْبَةَ وَلَقي من الشُّعَرَاء حبيبًا ودعبلًا وَابْن الجهم والبحتري وَمن الْكتاب سَعِيد بْن حُمَيْد وَسليمَان بْن وهْب وَأحمد بْن أبي طَاهِر وَغَيرهم وَهُوَ الَّذِي أَدخل إفريقية رسائل المُحْدثين وأشعارهم وطرائف أخبارهم وَكَانَ عَالما أديبًا ومرسلًا بليغًا ضَارِبًا فِي كلّ علم وأدب بِسَهْم وَكتب بِيَدِهِ أَكثر كتبه مَعَ براعة خطه وَحسن وراقته وَحكى أَنَّهُ كتب على كبره كتاب سِيبَوَيْهٍ كُله بقلم وَاحِد مَا زَالَ يبريه حَتَّى قصر فَأدْخلهُ فِي قلم آخر وَكتب بِهِ حَتَّى فني بِتمَام الْكتاب وَله تواليف مِنْهُمَا لَقِيط المرجان وَهُوَ أكبر من عُيُون الْأَخْبَار وَكتاب سراج الْهدى فِي الْقُرْآن ومشكلة وَإِعْرَابه ومعانيه والمرصَّعة والمدبَّجة وجال فِي الْبِلَاد شرقًا وغربًا من خُرَاسَان إِلَى الأندلس وَقد ذكر ذَلِكَ فِي أشعار لَهُ وَكَانَ أديب الْأَخْلَاق نزيه النَّفس كتب لإِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد الأغلبي صَاحب إفريقية ثُمَّ لِابْنِهِ أبي الْعَبَّاس عَبْد اللَّه وَكَانَ أَيَّام زِيَادَة اللَّه بْن عَبْد اللَّه آخر مُلُوك الأغالبة عَلَى بَيت الْحِكْمَة وتُوُفيّ بالقيروان سنة ثَمَان وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ فِي أول ولَايَة عُبَيْد اللَّه الشيعي وَهُوَ ابْن خمس وَسبعين سنة خَبره مُخْتَصر من تَارِيخ أبي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن القَاسِم الْمَعْرُوف بالرَّقيق وَفِيه عَنْ غَيره وَذكره سكن بن ابراهيم الأندلسي وَقَالَ عريب بْن سَعِيد تُوُفّي يَوْمَ الْأَحَد لأَرْبَع عشرَة لَيْلَة بقيت من جُمَادَى الأولى يَعْنِي من سنة ثَمَان وَتِسْعين ودُفِن بِبَاب سلْم قَالَ وَكَانَ أديبًا مُرْسلا شَاعِرًا حَسَن التَّأْلِيف وقدِم الأندلس عَلَى الْإِمَام مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن وَذَكَرَ لَهُ مَعَه قصَّة قَدْ كتبتها فِي تأليفي المترجم بإفادة الْوِفَادَة وَحكى أنَّ لَهُ مُسْندًا فِي الحَدِيث وكتابًا فِي الْقُرْآن سَمَّاهُ سراج الْهدى والرسالة الوحيدة والمؤنسة وقطب الْأَدَب ولقيط المُرجان وَغير ذَلِكَ من الأوضاع قَالَ وَكتب لبني الْأَغْلَب حَتَّى انصرمت أيامهم ثُمَّ كتب لِعبيد اللَّه حَتَّى مَاتَ وَمن

1 / 147