الآية السادسة عشر
قوله تعالى { ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم
ومن الذين أشركوا أذى كثي
1)*
نزلت في أبى بكر الصديق رضى الله عنه ، حين لطم وجه اليهودي على قوله {إن الله فقير ونحن أغنياء )(2) وقيل : نزلت فيما كان المسلمون يسمعون من كعب بن الأشرف وبني قينقاع حكاه أبو بكر بن العربي في كتابه. والله أعلم.
تنبيه : ذكر الشيخ رضى الله عنه قوله تعالى : {وآل عمران ) وقال : هو عمران بن مائان وامرأته حنه .
قال المؤلف رحمه الله : وقد اختلف الناس فى ذلك، فذكر بعض المفسرين ان عمران هنا هو ابن يصهر بن قاهث، فيكون آله على هذا القول موسى وهارون عليهما السلام، ويكون قد قرن بآل إبراهيم وهما إسحاق وإسماعيل وأولادهما، واحتج صاحب هذا القول بأن إبراهيم عليه السلام يقرن بموسى فى القرآن كثيرا، وذكر بعضهم أن عمران هنا هو ابن ماثآن، كما ذكره الشيخ، فآله على هذا مريم وعيسى عليهما السلام وبين عمران والد موسى وعمران والد مريم ألف وثمانمائة سنة والظاهر - والله أعلم - أن عمران فى قوله تعالى : {وآل عمران } هو ابن مائان والد مريم، كما ذكره الشيخ؛ بدليل قوله تعالى: {إذ قالت امرأة عمران )(3) وهي أم مريم واسمها بنت فاقود، فبالإشارة إلى عمران المتقدم دل على أن الأول هو الثانى، والله أعلم .
ومما يشكل هنا أن عمران بن يصهر والد موسى كانت له ابنة تسمى مريم هي أكبر من موسى وهارون، فإن قيل : فلعلها مريم المذكورة فى الآية، فالجواب أن قوله تعالى {وكفلها زكريا )(4) يدل على فساد هذا؛ لأن زكريا بعد موسى بدهر طويل، فكيف يكفل أخت موسى وكانت أكبر من موسى وإنما كفل زكريا مريم رضى الله عنها؛ لأنه كان زوج أختها أبشاع بنت عمران، فكان يحيى وعيسى ابنى خاله . والله أعلم .
Bogga 45