وعن معن قال: أخرج إلي عبد الرحمن بن عبد الله كتابا، وحلف لي أنه خط أبيه بيده، وقد تقدم عنه أنه كره ذلك، والتوفيق فيه سهل، وحجة هذا ما روى أبو داود عن عبد الله بن عمر قال: كنت أكتب كل شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم أريد حفظه، فنهتني قريش، قالوا: تكتب كل شيء، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بشر يتكلم في الرضا والغضب، فأمسكت في الكتابة، حتى ذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأومأ بإصبعه إلى فيه، وقال: ((اكتب فوالذي نفسي بيده ما يخرج منه إلا حقا))، ومارواه الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: شكى رجل من الأنصار فقال: يا رسول الله إني أسمع منك الحديث فيعجبني ولا أحفظه، فقال: ((استعن بيمينك))، وأومأ إلى الخط، ومارواه عنه أيضا، قال: خطب النبي صلى الله عليه وسلم فذكر قصة في الحديث، فقال أبو شاة: اكتبوا لي يا رسول الله، فقال صلى الله عليه وسلم: اكتبوا لأبي شاة.
وما أخرج البخاري والترمذي عنه قال: ما كان في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر حديثا عنه مني إلا عبد الله بن عمرو، فإنه يكتب، ولم أكتب، وما رواه الطبراني عن رافع بن خديج قال: قلت: يا رسول الله إنا نسمع منك أشياء فنكتبها، قال: اكتبوا ولا حرج، وعن أنس بن مالك قال: شكى رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم سوء الحفظ فقال: ((استعن بيمنك))، وعنه أنه قال: ((قيدوا العلم بالكتاب))
Bogga 66