قوله: مثل خبر بريرة في الهدية، وخبر سلمان في الهدية والصدقة، عن أنس أتى النبي صلى الله عليه وسلم بلحم تصدق به على بريرة، فقال: هو عليها صدقة، ولنا هدية، متفق عليه، ومن حديث عائشة نحوه، وعن سليمان قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بطعام وأنا مملوك، فقلت: وهذه صدقة، فأمر أصحابه فأكلوا ولم يأكل، ثم أتيته بطعام فقلت: هذا هدية أهديتها لك أكرمك بها، فإني رأيتك لا تأكل الصدقة، فأمر أصحابه فأكلوا وأكل معهم، رواه أحمد، قلت: لا دلالة له في كلا الحديثين على المطلوب، فإنهما إنما أخبرا عن فعل أنفسهما، وليس الكلام فيه.
قوله: مثل علي ومعاذ وعتاب ودحية وغيرهم، أخرج أبو داود والترمذي عن علي رضي الله عنه قال: بعثني النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن قاضيا... الحديث، وأخرجا أيضا عن معاذ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له لما بعثه إلى اليمن: كيف تقضي؟... الحديث، ولابن ماجه عنه، قال: ((لما بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن قال لا تقضين أو لا تفصلن إلا بما تعلم، ولاحمد عنه قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أصدق أهل اليمن، وعن عتاب بن أسيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعثه إلى مكة نهاه عن شف ما لم يضمن، رواه ابن ماجه، ورواه أبو يعلى، فقال: نهاه عن سلف وبيع، وعن دحية الكلبي قال: بعثني النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب إلى قيصر، رواه أبو نعيم، ومن غيرهم عبيد الله بن عبد الخالق الأنصاري، عن ابن عمر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من يذهب بكتابي إلى طاغية الروم وله الجنة، فقام رجل يدعى عبيد الله بن عبد الخالق الأنصاري، فقال: أنا أذهب به))، الحديث أخرجه في ((جامع المسانيد)).
Bogga 43