وسيأتي في باب الإضافة إن شاء الله تعالى.
ومعنى (الوارث): الذي ترجع إليه الأملاك بعد فناء المُلاّك، و(ضمنت): أما بمعنى تضمنت، أي اشتملت عليهم، أو بمعنى كفلت، كأنها تكفّلت بأبدانهم، و(إياهم) مفعوله، وكان حقه: قد ضمنتهم، بالاتصال، وهذا محل الشاهد، والدهر والزمان واحد، قال [الخفيف].
(إن دهرًا يلف شملي بسُعدى ... لزمان يهم بالاحسان)
و(دهر الدهارير) الزمن السالف، وقيل: أول الأزمنة السالفة، فهو من باب التنبيه مثل: ﴿فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ﴾؛ لأنه إذا بعث من تقادم زمانه، وتطاول عهده فما قرب أولى، وإذا قيل: دهر دهارير، بالصفة، فمعناه شديد، كما يقال: ليلة ليلاء، يوم أيوم، وساعة سوعاء، أنشد سيبويه لرجل من أهل نجد: [البسيط].
(حتى كأن لم يكن إلا تذكره ... والدهر أيتما حال دهارير)
والدهر شديد في كل وقت، وقبل هذا البيت:
(استقدر الله خيرًا وأرضين به ... فبينما العسر إذ دارت مياسير)
(وبينما المرء في الأحياء مغتبط ... إذا هو الرمس تعفوه الأعاصير)
1 / 88