(ولا تعدي مواعد كاذبات ... تمر بها رياح الصيف دوني)
(فإني لو تخالفني شمالي ... لما اتبعتها أبدًا يميني)
(إذًا لقطعتها ولقلت بيني ... كذلك اجتوى من يجتويني)
إلى أن يقول وذكر ناقته:
(إذا ما قمت أرحلها بليل ... تأوّه أهة الرجل الحزين)
تقول إذا درأت لها وضيني ... أهذا دينه أبدًا وديني)
أكل الدهر ... البيت.
ومعنى البيت الأول: أخبريني قبل فراقك على أن منعك ما أطلبه منك بمنزلة فراقك، ومعنى (اجتوي) أكره، وأرحلها، بفتح الهمزة: أشد عليها الرحل، وأصل (تأوّه) تتأوّه، (آهة) بالمد، ويروى بالقصر والتشديد /٢١/، وهما نائبان عن التأوّه، و(درأ) بالمهلة: دفع، و(الوضين) بالمعجمة: وهو للهودج كالبطان للقتب، والتصدير للرحل والحزام للسرج، وجمعه وضُنٌ، بضمتين، و(الدين) العادة، والاستفهام للتعجب، و(يُبقي علي) يرحمني، والمصدر الإبقاء، والاسم البُقيا، بالضم، والبَقوى، بالفتح، و(يقيني) يصونني، ومنها قوله:
(فإما أن تكون أخي بصدق ... فأعرف منك غثي من سميني)
(وإلا فاطرحني واتخذني ... عدوًا أتّقيك وتتّقيني)
وسيأتي الكلام عليهما إن شاء الله في باب العطف، وبعدهما:
1 / 76