209

Takhjil

تخجيل من حرف التوراة والإنجيل

Tifaftire

محمود عبد الرحمن قدح

Daabacaha

مكتبة العبيكان،الرياض

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤١٩هـ/١٩٩٨م

Goobta Daabacaadda

المملكة العربية السعودية

وفي الفصل ما يقتضي مساواة المسيح غيره في لفظ النبوة إذ يقولون: "إن أبانا واحد هو الله"، فلم ينكر عليهم [ويقل] ١: كذّبتم بل هو أبي دونكم، بل أقرّهم على ذلك، وقال: "لو أن الله [أبوكم كنتم تحبّونني] ٢". ومن ذلك قوله: "الحقّ يعتقكم"، ومعلوم أنهم أحرار، ومن ذلك قوله: "أنتم من أبيكم إبليس"، ومعلوم أنهم من بني آدم، فهذا التوسع من المسيح يوجب صرف الأبوَّة والبُنُوَّة عن ظاهرها.
ويقتضي إطلاق البنوة على العبد المطيع حيث يقول: لو أن الله / (١/٧٤/أ) [أبوكم كنتم تحبونني] ٣.
قال المؤلِّف - عفا الله عنه -: "لقد فاوضت بعض النصارى فيما يتعلق بألفاظ البنوة، فقال: لا تعجب من تسميتنا السيد المسيح ابنًا، فنحن بأسرنا ندعو الله أبًا لجميعنا.
فقلت له: فأنتم إذًا مع المسيح في الرتبة، فلم تسمونه ربًّا وتتّخذونه إلهًا؟ ولم يميز عنكم في هذه التسمية؟! فذكر اختصاصه بالخوارق والآيات فتلوت عليه أمثالها صدرت عن عدة من الأنبياء، فحار ولم يحر جوابًا، وأصيب ولم يصب صوابًا. فليت شعري، أي شيء في هذا الفصل يصلح للاستدلال على ربوبية المسيح وفيه قوله لليهود: "من منكم يوبخني على خطيئة؟! "، وفيه هربه من المجلس بحضرتهم. وهلاّ كان مكان قوله: "من منكم يوبخني على خطيئة"، من منكم يجحد خلقي العالم؟! ونفخي الروح في آدم؟!، ولم تنكرون ربوبيتي وتجحدون ألوهيتي، وأنا الذي بيده البسط والقبض، وبأمره قامت السماء والأرض؟! وحاشاه حاشاه، بل إنما استدل على نبوته بثبوت عصمته، فقال: "من منكم يوبخني على خطيئة؟! ".

١ في ص (ويقول) والصواب ما أثبته.
٢، و(٤) في ص (أباكم كنتم تحبوني) والصواب ما أثبته.

1 / 233