Dib u dhigista dulmiga ilaa Maalinta Qiyaame
تأخير الظلامة إلى يوم القيامة
Noocyada
الكتاب: تأخير الظلامة إلى يوم القيامة - مخطوط
المؤلف: جلال الدين السيوطي
المتوفى: ٩١١ هـ
[ل١أ] بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى. ١- أخرج الحسن بن سفيان في مسنده، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ، وابن مردويه في تفاسيرهم، والطبراني في معجمه، والعسكري في الأمثال، وابن منده والباوردي وأبو نعيم جميعا في معرفة الصحابة والبيهقي في دلائل النبوة عن أبي أمامة الباهلي ﵁ قال: جاء ثعلبة بن حاطب إلى رسول الله ﷺ فقال: يا رسول الله ادع الله أن يرزقني مالا. قال: ويحك يا [ل١ب] ثعلبة. . .! أما ترضى أن تكون مثلي؟ فلو شئت أن يسير ربي هذه الجبال معي لسارت. قال: يا رسول الله ادع الله أن يرزقني مالا، فوالذي بعثك بالحق إن آتاني الله مالًا لأعطين كل ذي حق حقه. قال: ويحك يا ثعلبة. . .! قليل تطيق شكره خير من كثير لا تطيق شكره. فقال: يا رسول الله، ادع الله تعالى. فقال رسول الله ﷺ: اللهمَّ ارزقه مالًا. فاتَّجَرَ واشترى غنمًا فبورك له فيها ونمت كما ينمو الدود حتى ضاقت به المدينة فتنحى بها - فكان يشهد الصلاة بالنهار مع رسول الله ﷺ ولا يشهدها بالليل، ثم نمت كما ينمو الدود فتنحى بها، فكان لا يشهد الصلاة بالنهار ولا بالليل إلا من جمعة إلى جمعة مع رسول الله ﷺ، ثم نمت كما ينمو الدود فضاق به مكانه فتنحى به، فكان لا يشهد جمعة ولا جنازة مع رسول الله ﷺ، فجعل يتلقى الركبان ويسألهم عن الأخبار. وفقده رسول الله ﷺ فسأل عنه؟ فأخبروه أنه اشترى غنمًا، وأن المدينة ضاقت به وأخبروه بخبره. فقال رسول الله ﷺ، ويح ثعلبة بن حاطب. . .! ثم إن الله تعالى أمر رسوله أن يأخذ الصدقات، وأنزل الله تعالى ﴿خذ من أموالهم صدقة﴾ (التوبة: ١٠٣) الآية. فبعث رسول الله ﷺ رجلين، رجلًا من جهينة ورجلًا من بني سلمة يأخذان الصدقات، فكتب لهما اسنان الابل والغنم كيف يأخذانها على وجهها، وأمرهما أن يمرا على ثعلبة بن حاطب وبرجل من بني سليم، فخرجا فمرا بثعلبة فسألاه الصدقة. فقال: ارياني كتابكما، فنظر فيه فقال: ما هذا إلا جزية، انطلقا حتى تفرغا ثم مرا بي. قال: فانطلقا وسمع بهما السليمي فاستقبلهما بخيار إبله فقالا: إنما عليك دون هذا. فقال: ما كنت أتقرب إلى الله إلا بخير مالي! فقبلاه، فلما فرغا مرا بثعلبة فقال: أرياني كتابكما. فنظر فيه فقال: ما هذا إلا جزية. انطلقا حتى أرى رأيي. فانطلقا حتى قدما المدينة، فلما رآهما رسول الله ﷺ قال قبل أن يكلمهما: ويح ثعلبة بن حاطب. ودعا للسليمي بالبركة، وأنزل الله ﴿ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن﴾ الثلاث آيات. قال: فسمع بعض من أقارب ثعلبة فأتى ثعلبة فقال: ويحك يا ثعلبة. . .! أنزل الله فيك كذا وكذا. قال: فقدم ثعلبة على رسول الله ﷺ فقال: يا رسول الله هذه صدقة مالي. فقال رسول الله ﷺ: إن الله تعالى قد منعني أن أقبل منك قال: فجعل يبكي ويحثي التراب على رأسه فقال رسول الله ﷺ: هذا عملك بنفسك أمرتك فلم تطعني، فلم يقبل منه رسول الله ﷺ حتى مضى. ثم أتى أبا بكر فقال: يا أبا بكر اقبل مني صدقتي، فقد عرفت منزلتي من الأنصار. فقال أبو بكر: لم يقبلها رسول الله ﷺ وأقبلها؟! فلم يقبلها أبو بكر، ثم ولي عمر بن الخطاب ﵁، فأتاه فقال: يا أبا حفص يا أمير المؤمنين اقبل مني صدقتي. وتوسل إليه بالمهاجرين والأنصار وأزواج النبي ﷺ. فقال عمر: لم يقبلها رسول الله ﷺ ولا أبو بكر أقبلها أنا؟! فأبى أن يقبلها، ثم ولي عثمان فهلك في خلافة عثمان، وفيه نزلت ﴿الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات﴾ (التوبة: ٧٩) قال: وذلك في الصدقة.
[ل١أ] بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى. ١- أخرج الحسن بن سفيان في مسنده، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ، وابن مردويه في تفاسيرهم، والطبراني في معجمه، والعسكري في الأمثال، وابن منده والباوردي وأبو نعيم جميعا في معرفة الصحابة والبيهقي في دلائل النبوة عن أبي أمامة الباهلي ﵁ قال: جاء ثعلبة بن حاطب إلى رسول الله ﷺ فقال: يا رسول الله ادع الله أن يرزقني مالا. قال: ويحك يا [ل١ب] ثعلبة. . .! أما ترضى أن تكون مثلي؟ فلو شئت أن يسير ربي هذه الجبال معي لسارت. قال: يا رسول الله ادع الله أن يرزقني مالا، فوالذي بعثك بالحق إن آتاني الله مالًا لأعطين كل ذي حق حقه. قال: ويحك يا ثعلبة. . .! قليل تطيق شكره خير من كثير لا تطيق شكره. فقال: يا رسول الله، ادع الله تعالى. فقال رسول الله ﷺ: اللهمَّ ارزقه مالًا. فاتَّجَرَ واشترى غنمًا فبورك له فيها ونمت كما ينمو الدود حتى ضاقت به المدينة فتنحى بها - فكان يشهد الصلاة بالنهار مع رسول الله ﷺ ولا يشهدها بالليل، ثم نمت كما ينمو الدود فتنحى بها، فكان لا يشهد الصلاة بالنهار ولا بالليل إلا من جمعة إلى جمعة مع رسول الله ﷺ، ثم نمت كما ينمو الدود فضاق به مكانه فتنحى به، فكان لا يشهد جمعة ولا جنازة مع رسول الله ﷺ، فجعل يتلقى الركبان ويسألهم عن الأخبار. وفقده رسول الله ﷺ فسأل عنه؟ فأخبروه أنه اشترى غنمًا، وأن المدينة ضاقت به وأخبروه بخبره. فقال رسول الله ﷺ، ويح ثعلبة بن حاطب. . .! ثم إن الله تعالى أمر رسوله أن يأخذ الصدقات، وأنزل الله تعالى ﴿خذ من أموالهم صدقة﴾ (التوبة: ١٠٣) الآية. فبعث رسول الله ﷺ رجلين، رجلًا من جهينة ورجلًا من بني سلمة يأخذان الصدقات، فكتب لهما اسنان الابل والغنم كيف يأخذانها على وجهها، وأمرهما أن يمرا على ثعلبة بن حاطب وبرجل من بني سليم، فخرجا فمرا بثعلبة فسألاه الصدقة. فقال: ارياني كتابكما، فنظر فيه فقال: ما هذا إلا جزية، انطلقا حتى تفرغا ثم مرا بي. قال: فانطلقا وسمع بهما السليمي فاستقبلهما بخيار إبله فقالا: إنما عليك دون هذا. فقال: ما كنت أتقرب إلى الله إلا بخير مالي! فقبلاه، فلما فرغا مرا بثعلبة فقال: أرياني كتابكما. فنظر فيه فقال: ما هذا إلا جزية. انطلقا حتى أرى رأيي. فانطلقا حتى قدما المدينة، فلما رآهما رسول الله ﷺ قال قبل أن يكلمهما: ويح ثعلبة بن حاطب. ودعا للسليمي بالبركة، وأنزل الله ﴿ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن﴾ الثلاث آيات. قال: فسمع بعض من أقارب ثعلبة فأتى ثعلبة فقال: ويحك يا ثعلبة. . .! أنزل الله فيك كذا وكذا. قال: فقدم ثعلبة على رسول الله ﷺ فقال: يا رسول الله هذه صدقة مالي. فقال رسول الله ﷺ: إن الله تعالى قد منعني أن أقبل منك قال: فجعل يبكي ويحثي التراب على رأسه فقال رسول الله ﷺ: هذا عملك بنفسك أمرتك فلم تطعني، فلم يقبل منه رسول الله ﷺ حتى مضى. ثم أتى أبا بكر فقال: يا أبا بكر اقبل مني صدقتي، فقد عرفت منزلتي من الأنصار. فقال أبو بكر: لم يقبلها رسول الله ﷺ وأقبلها؟! فلم يقبلها أبو بكر، ثم ولي عمر بن الخطاب ﵁، فأتاه فقال: يا أبا حفص يا أمير المؤمنين اقبل مني صدقتي. وتوسل إليه بالمهاجرين والأنصار وأزواج النبي ﷺ. فقال عمر: لم يقبلها رسول الله ﷺ ولا أبو بكر أقبلها أنا؟! فأبى أن يقبلها، ثم ولي عثمان فهلك في خلافة عثمان، وفيه نزلت ﴿الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات﴾ (التوبة: ٧٩) قال: وذلك في الصدقة.
1 / 1