Tajrid
شرح التجريد في فقه الزيدية
Noocyada
قيل له: ليس الأمر كذلك، بل لتلك الساعة في هذا الباب مزية، فإنه إذا أمكنه أن يصلي الوتر قبل صلاة الفجر، كان المستحب أن لا يؤخره، وليس كذلك سائر الأوقات، ويجوز أن يقال: إنه وقت للمضطر أعني: ما بين طلوع الفجر إلى أن يصلي الفجر .
والذي يبين أن تأخيره إلى آخر الليل أفضل: قول الله تعالى: {ومن الليل فتهجد به نافلة لك}[الإسراء:79]، والتهجد لا يكون إلا بعد القيام من النوم، فلما ندب الله تعالى إلى ذلك، علم أنه أفضل.
وأخبرنا أبو بكر المقرئ، حدثنا الطحاوي، حدثنا صالح بن عبد الرحمن، حدثنا سعيد بن منصور، حدثنا هشم، أخبرنا أبو حمزة، حدثنا الحسن، عن سعد بن هشام(1)، عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا قام من الليل، افتتح صلاته بركعتين خفيفتين، ثم صلى ثماني ركعات، ثم أوتر(2).
ففي هذا الخبر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يوتر إذا قام من الليل بعد صلاة الليل، ومن المعلوم أنه صلى الله عليه وآله وسلم لا يعدل عن الأفضل.
وأخبرنا أبو بكر المقرئ، حدثنا الطحاوي، حدثنا ربيع المؤذن، حدثنا أسباط، عن مطرف، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، عن علي عليه السلام، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوتر في أول الليل وفي وسطه وفي آخره، ثم ثبت له الوتر في آخره.
Bogga 231