203

على أن القياس يصحح ما نذهب إليه؛ لأنه لا خلاف في غيرها من كلمات الأذان، أنها لا تكرر أكثر من مرتين على الولاء، والإقامة أيضا تشهد لنا بصحة ما ذكرناه.

وقد قاس المخالف لنا التكبير على التهليل، فقال: لما ذكر التهليل في موضعين من الأذان، وجب أن يكون في الموضع الأول ضعف ما في الموضع الثاني، وكذلك التكبير؛ لأنه ذكر في موضعين من الأذان، إلا أن قياسنا أولى؛ لما ذكرناه من الأخبار؛ ولأن أكثر كلمات الأذان أصل لما ذكرناه.

ويمكن أن يقاس التكبير المبتدأ به على التكبير الذي في آخر الأذان.

وروي عن عمار بن سعد، عن أبيه سعد القرظي أنه سمعه يقول: إن هذا الأذان أذان بلال الذي أمره به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإقامته، وهو: الله أكبر، الله أكبر. أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد إلا إله إلا الله. أشهد أن محمدا رسول الله، أشهد أن محمدا رسول الله . [حي على الصلاة، حي على الصلاة. حي على الفلاح، حي على الفلاح. حي على خير العمل، حي على خير العمل](1) إلى آخره، وكل ذلك يؤكد ما نذهب إليه.

والأذان المروي عن سائر مؤذني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بغير ترجيع، يصحح ما نذهب إليه من ترك الترجيع، ويبين أن التأويل فيما روي من الترجيع ما ذهبنا إليه.

[التأذين بحي على خير العمل]

وأما التأذين بحي على خير العمل، فالدليل على صحته:

ما أخبرنا به أبو العباس الحسني، أخبرنا علي بن الحسين الظاهري، حدثنا محمد بن محمد بن عبد العزيز، حدثنا عباد بن يعقوب، أخبرنا عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، حدثني أبي عن أبيه، عن جده، عن علي عليه السلام، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يقول: (( إن(2) خير أعمالكم الصلاة ))، وأمر بلالا أن يؤذن بحي على خير العمل.

Bogga 203